أخطر ما يواجه الكتابة التاريخية هو التحيز في البحث عن وثائق لتؤكد حكما مسبقا على الأحداث، وفي الغالب هذا النهج لا يهدف للوصول إلى الحقيقة التاريخية بقدر ما يعمل على تزييف التاريخ، لذا نسمع من حين لآخر مقولة إعادة كتابة التاريخ لهذا البلد أو ذاك، وهي في حقيقة الأمر إعادة قراءة وثائق هذا البلد أو ذاك، والبحث عن المسكوت عنه في تاريخه. فإلى أي مدى تنطبق هذه المقولة على كتابات المؤرخين الفرنسيين؟ وهل تم تجاوز الرغبة في تحريف وتشويه تاريخ الجزائر؟ الدكتور عمار محند عامر ل الخبر الكتابات الفرنسية حول الثورة مهمة لغياب أرشيف وطني قال أستاذ التاريخ بجامعة وهران عمار محند عامر، إن احتكار المؤرخين الفرنسيين لكتابة تاريخ حرب التحرير لا تشرف الباحثين الجزائريين. وأفاد في حوار مع “الخبر” أن غالبية المراجع التاريخية في فرنسا تدافع عن الجزائر من زاوية أيديولوجية. ما مدى مساهمة الكتابات الفرنسية انطلاقا من الأرشيف الفرنسي في كتابة تاريخ ثورة التحرير الجزائرية؟ مساهمة الكتابات الفرنسية انطلاقا من الأرشيف الفرنسي في كتابة تاريخ ثورة التحرير الجزائرية كبيرة ومهمة جدا لسببين على الأقل، أولا الأرشيف الوطني لحرب التحرير شبه غائب، وهذه الوضعية غير المقبولة لا تشرفنا كجزائريين. ثانيا، الأعمال الأكاديمية الوطنية حول هذه الحقبة التاريخية قليلة جدا مقارنة مع الإنتاج المعرفي الفرنسي حول هذا الموضوع. هل بإمكان اتخاذ هذه الكتابات كمرجع لكتابة تاريخ الثورة أو تفادي الاشتغال عليها؟ أغلبية هذه الكتابات تتميز بحرصها على احترام المعايير الأكاديمية، وهذا ما يهمنا بالدرجة الأولى. إلى جانب هذه الكتابات، هناك في فرنسا مراجع عديدة تدافع على رؤية كولونيالية وحنينية للتاريخ، لكنها غير معترف بها في العائلة العلمية رغم رواجها الكبير. أصدرت دور النشر الفرنسية العديد من شهادات العسكريين الفرنسيين حول حرب التحرير على غرار “بول أوساريس” التي تضمنت “مغالطات” كبيرة حول معركة الجزائر، اضطر بن يوسف بن خدة للرد عليه في كتاب قائلا: “أوساريس يكذب”. هل يمكن إطلاق نفس الحكم على كل الشهادات الأخرى، أم أنها ساعدت في الكشف عن حقائق ظلت مخفية؟ الشهادات جد مهمة لأنها تساعد المؤرخ في عمله وذلك بمقارنة ما جاء به صاحب الشهادة، فاعلا كان أم شاهدا، مع المصادر الأخرى خاصة الأرشيف المكتوب. إضافة إلى ذلك، الشهادات تكون في عدة مرات السبب الأساسي لتفعيل نقاشات علانية حول مواضيع تاريخية حساسة. ما مدى تأثير الإعلام الفرنسي في الترويج لكتابات فرنسية يطبعها الحنين الاستعماري على حساب كتابات تاريخية علمية؟ الإعلام في أغلب الأحيان يعطي الأهمية للمواضيع التي تستقطب فضول القارئ أو المشاهد، ولهذا فالمراجع المؤلفة من طرف غير المؤرخين تلقى استقبالا كبيرا، وهو حال كتب “إيف كوريير” أو المراجع التي تطرقت إلى العقيد عميروش وعبان رمضان. نلاحظ أن هذه الكتب لها مكانتها، لكن الحقيقة التاريخية مصدرها الأعمال الجامعية العديدة والعريضة، سواء أكانت جزائرية أو أجنبية. المجاهد عبد المجيد عزي ينوه بدور قدامى الجنود الاحتياطيين الفرنسيين فرنسا تكتشف اعترافات بممارسة التعذيب قال المجاهد عبد المجيد عزي إن الكتابات التاريخية الفرنسية تتجه في السنوات الأخيرة في منحى جديد، بفضل الشهادات التي يقدمها قدامى الجنود الاحتياطيين، والتي كشفوا من خلالها عن معايشتهم لظروف الحرب الفظيعة، واعترافهم بأن الجيش الفرنسي لجأ إلى استعمال التعذيب بكل أشكاله ضد الشعب الجزائري. يعتقد عبد المجيد عزي ضابط جيش التحرير بالولاية الثالثة أن قدامى الجنود الفرنسيين الذين شاركوا في الحرب كاحتياطيين، أصبحت تملأهم الحاجة للاعتراف بما شاهدوه وعايشوه من مجازر ارتكبها الجيش الفرنسي ضد الجزائريين. وقال إنه شارك رفقة المجاهد جودي عتومي مؤخرا بفرنسا في سلسلة لقاءات مع بعض من هؤلاء الجنود، بينهم “ألبير نالي” الذي نشر يومياته لما كان جنديا احتياطيا في الولاية الثالثة بين 1957 و1958، وقدم هؤلاء تحليلات متقاطعة بخصوص مشاركة كل طرف في الثورة بالنسبة للطرف الجزائري، وما يسمى بحرب الجزائر بالنسبة للطرف الفرنسي. ونوه عزي في تصريح ل“الخبر” بالدور الذي لعبه هؤلاء الجنود الاحتياطيون، في جعل حرب التحرير تعرف مسارا مغايرا داخل المجتمع الفرنسي، معتبرا أن الرسائل التي كان يبعث بها الجنود الاحتياطيون لأفراد عائلاتهم، والتي عبروا من خلالها عن تذمرهم من الطريقة البشعة التي كان الجيش الفرنسي يمارس بواسطتها التعذيب ضد الفدائيين والمجاهدين الجزائريين وحتى الشعب برمته، جعلت الفرنسيين يكتشفون أن ما كان يجري في الجزائر عبارة عن حرب وليس عمليات استتباب الأمن، كما كانت تروج له الدعاية الرسمية الفرنسية. وأوضح عزي أن اللقاءات التي جرت بفرنسا مع طلبة الثانويات ساهمت إلى حد بعيد بتعريف الشباب الفرنسي بقانون الأهالي المجحف الذي حول الأهالي في الجزائر إلى مواطنين من الدرجة الثانية، موضحا أن ظاهرة الصمت التي كانت تلف الذاكرة الفرنسية بشأن “حرب الجزائر”، انتهت فعليا منذ سنة 1999 عندما اعترفت الحكومة الفرنسية أن ما جرى في الجزائر عبارة عن حرب وليس عمليات استرجاع الأمن. المؤرخون الفرنسيون تعمدوا إظهار الثورة في صورة اضطرابات الدكتور بشير فايد حري بنا في بادئ الأمر أن نسجل بأن كتابات المؤرخين الفرنسيين حول الثورة التحريرية، بغض النظر عن مضمونها وقيمتها العلمية والأكاديمية، تتميز في مجملها بالغزارة والتنوع، ولا يمكن بأي حال من الأحوال، مقارنتها بما كتبه المؤرخون الجزائريون كما ونوعا، لأسباب موضوعية بطبيعة الحال، الأمر الذي أفاد الثورة التحريرية بشكل أو بآخر، هذا من ناحية. من ناحية أخرى فإن الخاصية الإيجابية التي ذكرناها آنفا، لا يمكن لها أن تغطي على حقيقة عامة في تلك الأبحاث والكتابات، وهي عدم تمكنها من التخلص من وجهة النظر الفرنسية الرسمية التي تضع منذ البداية خطوطا وأطرا محددة بدقة، أشبه بقانون عقوبات غير مدون لأي باحث أو مؤرخ فرنسي يختار البحث في موضوع، يتصل بما تسميه هي أحداث أو حرب الجزائر، أو ما يسميه الجزائريون ثورة تحريرية. هذه النقطة تعيدنا إلى طرح السؤال الأبدي الذي سيبقى ملازما للعلوم الإنسانية والاجتماعية عامة وعلم التاريخ خاصة، وهو هل هناك فعلا شيء اسمه الموضوعية والنزاهة في الكتابة التاريخية؟ وهل الموضوعية تعني الحياد الذي يعني بدوره التقيد بالمنهج التاريخي الصارم، الذي يفرض على المؤرخ التخلي عن المشاعر والنزعات الشخصية أو التأثر السياسي فيما يكتب أو يبحث فيه؟ بمعنى هل هذا هو المطلوب أن يفعله المؤرخ الفرنسي في تعامله مع الثورة الجزائرية كموضوع متعدد الأوجه؟ رغم أن علماء التاريخ لم يفصلوا لغاية الآن في هذه الإشكالية، لكن فئة معتبرة منهم تتفق على أن “أخطر ما يواجه الكتابة التاريخية هو التحيز في البحث عن وثائق لتؤكد حكما مسبقا على الأحداث، وفي الغالب هذا النهج لا يهدف للوصول إلى الحقيقة التاريخية بقدر ما يعمل على تزييف التاريخ، لذا نسمع من حين لآخر مقولة إعادة كتابة التاريخ لهذا البلد أو ذاك، وهي في حقيقة الأمر إعادة قراءة وثائق هذا البلد أو ذاك، والبحث عن المسكوت عنه في تاريخه”. لقد عالج المؤرخون الفرنسيون الثورة الجزائرية في جوانب كثيرة أو قليلة، بالمنظار الفرنسي بخلفيات مسبقة لدى أغلبهم، وفي حقيقة الأمر أنهم لم يكونوا يبحثون أو يكتبون في تاريخ الثورة التحريرية، وإنما في تاريخ فرنسا في الجزائر في تلك الحقبة من الزمن. ويظهر جانب من ذلك فيما يلي: -التركيز الكامل على قضايا محددة بعينها: قضايا المعمرين، السياسة الفرنسية ومواقفها، إستراتيجية الجيش الفرنسي للقضاء على الثورة التحريرية، شرح السياسة الفرنسية وتبريرها...إلخ -تعمد إبراز الثورة الجزائرية ليس كثورة شعبية شاملة سعت إلى تخليص الجزائر أرضا وشعبا من نير الاستعمار الفرنسي المجرم الذي جثم عليها لقرن وثلث قرن، مارس خلالها كل أنواع الإذلال والقهر والاضطهاد والجبروت والوحشية التي تدين وتجرم الاستعمار كإيديولوجيا وكممارسة. وإنما كأحداث أو اضطرابات أو حركة عنيفة، ناتجة عن خلل أو فشل في تعامل الحكومات الفرنسية مع مطالب أو طموحات الجزائريين السياسية والاجتماعية. -استخدام المصطلحات ذاتها، التي كانت ولا زالت تستخدمها الجهات الرسمية الفرنسية أو من يمثلها مثل: الفلاقة، العصاة، الخارجون عن القانون، الإرهابيون، التمرد، العصيان، أحداث الجزائر... حرب الجزائر- بداية من سنة 1999. -عدم الخوض وبدرجة أقل التناول السطحي لمواضيع: التعذيب، والقتل خارج القانون، استخدام الأسلحة المحرمة دوليا... التي مازالت تنفيها فرنسا الرسمية بشدة إلى يوم الناس هذا. -محاولة تزييف الحقائق والوقائع الثابتة وتشويهها، بإعطائها التفسير الاستعماري المتحيز. -احتكار مصادر المعلومات المتمثلة في الوثائق الأرشيفية التي لا يمكن لغير الفرنسي المتحيز الإطلاع عليها، حيث يتم تأويل مضامينها خدمة للرؤية الرسمية. -بالإضافة إلى الوثائق المشار إليها، الاعتماد على لون واحد من مصادر المعلومة، المتمثلة في ما كتبه: الجنرالات، والضباط العسكريون وجنودهم، ومحافظو الشرطة، ورجال الاستخبارات، المراسلون الحربيون، رجال السياسة والأحزاب، رجال الكنيسة المسيحية...إلخ. ومع ذلك، لا يمكن إلا أن نثمن جهود بعض المؤرخين والكتاب الفرنسيين الذين أظهروا بعض الجرأة والموضوعية في السنوات الأخيرة. ولكن وفي كل الأحوال، لا ينبغي أن نطلب من هؤلاء المؤرخين والكتاب وحتى من أولئك القادة والضباط العسكريين الذي استيقظت ضمائرهم في السنوات الأخيرة فأدلوا بشهادات مغايرة للرواية الرسمية، لا نطلب منهم كفرنسيين أكثر مما قدموه لغاية الآن، لأن الواجب يقع بدرجة أكبر على المؤرخين والكتاب الجزائريين الذين عليهم أن ينهضوا بالكتابة التاريخية في الجزائر أولا، وأن يصححوا الأخطاء المقصودة وغير المقصودة التي تضمنتها كتابات الفرنسيين ثانيا، وأن ينشدوا الموضوعية النسبية هم أيضا فيبحثوا ويكتبوا بقدر الإمكان، دون خلفيات أو عقد، تاريخ الثورة التحريرية وما قبلها، وبعيدا عن الملحمية والبطولية، التي لا تخدم الحقيقة التاريخية ثالثا. قسم التاريخ والآثار جامعة سطيف-2 اهتمام المؤرخين الفرنسيين بتاريخ الثورة أكبر بكثير من اهتمام المؤرخين الجزائريين الدكتور مڤلاتي عبد الله اهتم المؤرخون الفرنسيون بتأريخ “حرب الجزائر” باعتبارها جزءا من التاريخ الفرنسي يمثل استمرارية لتاريخ الوجود الفرنسي في الجزائر، وتعني شرائح واسعة من الفرنسيين وبخاصة الأقدام السوداء وأولئك الذين خدموا في الجيش الفرنسي من فرنسيين وجزائريين، وكذا رجال السياسة والصحفيون الذين فرض عليهم أن يهتموا بملف حرب الجزائر المرتبط بالسياسة الفرنسية ونقاش الرأي العام. ومنذ وقف القتال وحصول الجزائر على استقلالها استعرت حرب أقلام، حظي فيها تاريخ حرب الجزائر في فرسنا والجزائر بالنقاش والجدل، وأسهم رجال الصحافة والتاريخ الفرنسيون في استغلال التاريخ في حرب الذاكرة، وكلنا نتذكر الصيت الذي تركته كتابات “ايف كوريير” و “فليب تريبيي” حول حرب الجزائر، كما أرخت الكتابات الأكاديمية لجيل من المؤرخين المتخصصين في حرب الجزائر لمرحلة خصبة من الإنتاج التاريخي، وكان ل “بنجامين ستورا”، “جلبير مني”، “غي بارفيلييه” و “رونيه غاليسو” فضل في بلورة جيل أول من دارسي “حرب الجزائر”، غير أن كتابات جيلهم ظلت قاصرة، كونها كانت مؤدلجة ومسيسة تساير مرحلة السجال السياسي، وتفتقر إلى التوثيق الكافي نتيجة عدم الإفراج عن وثائق الأرشيف. وبعد أن كان تاريخ الثورة الجزائرية محل سجال سياسي طاحن بين غريمين قديمين، تشهد العشرية الأخيرة ميلاد جيل من المؤرخين من الضفتين، يكتشفون لأول مرة حقائق هذا التاريخ من قراءة الأرشيف وبعيدا عن الخلفية الأيديو-سياسية، ومن بين رموزه “سيلفي ثينول” التي ناقشت أطروحة حول القضاة إبان حرب الجزائر، “رافاييل برانش” التي درست الأسباب العميقة لحرب الجزائر والتعذيب و “أوليفيي دارد” صاحب العديد من المؤلفات ومنها أطروحته ‘'خبايا المنظمة السرية المسلحة”. هذا الجيل يعوَّل عليه في أن يضع لمساته الخاصة، وخاصة من حيث تقصي المعلومات حول الأحداث والتطورات التي شهدتها “حرب الجزائر” اعتمادا على استنطاق الأرشيف المفرج عنه منذ عام 1990، وفي انتظار مرحلة التعمق في التحليل وإدراك الحقائق نعتبر هذه المساهمات مهمة، ولكنها تظل قاصرة في فهم ظاهرة الثورة الجزائرية كمثيلتها السابقة. وسبب قصور جيلي المؤرخين الفرنسيين في فهم تاريخ الثورة الجزائرية موضوعي في رأينا، إنه بإمكانهم أن يكتبوا تاريخ “حرب الجزائر” لكن ليس بمقدورهم كتابة تاريخ الثورة الجزائرية، ذلك أن خلفياتهم وأطروحاتهم وطبيعة المادة الأرشيفية والمصدرية الجافة التي يعتمدونها تجعلهم بعيدين عن فهم ثورتنا، إذ لا يمكن فهم ظروف وملابسات الثورة من منطلق أنها تدور في فلك المركزية الفرنسية بل من منطق أن صناعها وموجهوها قادة جزائريون، ولا يمكن للأطروحات والموضوعات الضيقة المرتبطة بتأريخ الأحداث والتطورات أن تحلل الظواهر التاريخية في عمقها، وأغلب الموضوعات المطروقة تتعلق بالجانب الفرنسي (مؤسسات، سياسات، أحداث) كما أن طبيعة المادة المصدرية تلعب دورا في توجيه البحوث التاريخية، وفي حالة الاعتماد الكلي على الأرشيف تكون الدراسات جافة وقاصرة، فمشكلة الأرشيف تطرح احترازات لدى المؤرخ، ذلك أن الوثيقة بإمكانها أن تكون مغلوطة أو محرفة أو انتقائية، ففي موضوع جرائم المحتل نعتقد بكل ثقة أن المستعمر تعمد إخفاء وإتلاف الأدلة التي تدينه، ووثائق الأرشيف لن تؤرخ سوى لنسبة محدودة من هذه الجرائم، والأمثلة في هذا الباب كثيرة. ولتدارك النقص يتوجب على جيل المؤرخين الفرنسيين الجديد أن يطلع على وجهة النظر الجزائرية، وأن يتعامل مع المصادر الجزائرية، ويربط صلات مع جيل المؤرخين الجزائريين الجديد المتخصص في ثورة التحرير، ولعل ذلك كفيل بردم جزء من الفجوة الملاحظة بين تاريخ “حرب الجزائر” وتاريخ “الثورة الجزائرية”. وإننا نعتقد أن فتح الأرشيف المتواجد بوزارة الدفاع سوف يمثل ثورة في كتابة تاريخ الثورة أشبه ما تكون بالثورة التي سببها فتح مصلحة أرشيف الجيش البري الفرنسي، وهو ما ينتظره جيل المؤرخين الجزائريين بشغف كبير. مدير مخبر الدراسات والبحث في الثورة الجزائرية بجامعة المسيلة