اشتباكات دامية وعمليات إرهابية، كيف ترون أحداث العنف التي عاشتها مصر؟ هذه محاولات تواجه بها الإخوان والجماعات المتطرفة صدمة انهيار نظامهم، بعدما استيقظوا فجأة على انهيار كل ما بنوه خلال 86 سنة، حيث اكتشفوا أن كل ذلك ذهب أدراج الرياح، وهذا أفقدهم القدرة على السيطرة، فلجأوا إلى القتل وإرهاب الناس، وكلما نهجوا ذلك فقدوا المزيد من الشعبية والتعاطف الشعبي والجماهيري، وعليهم أن يخضعوا لإرادة الشعب، وقد تحول المشهد إلى مواجهة بين الشعب ومعه الجيش والشرطة، وهذه المجموعات والعصابات الإرهابية، حتى وإن يحاول البعض تشبيه ما يحدث الآن، بما حصل في الجزائر، وهذا غير صحيح لعدة أسباب، راجعة لعوامل تاريخية وطبيعة المصريين، ففي الجزائر الإسلاميون حصلوا على 70 بالمائة وكان لهم ظهير شعبي، أما في مصر فلم يعد للإخوان ظهير شعبي، وعندما تدخل الجيش شعروا بأنه تدخل للانقضاض، ونسوا الحشود الكبيرة التي نزلت الشارع يوم 30 جوان، والتي تعتبر أكبر حشد في تاريخ العالم، وأعتقد أن أحداث العنف ستأخذ وقتا، لأن الإخوان لن يستسلموا بسهولة، ويجب على النظام الجديد أن يبدأ بالإجراءات للتصدي لموجات الإرهاب. وأعتقد يقينا أن موجة العنف وصلت ذروتها في أحداث، أمس الأول، بعد محاولتهم اقتحام ميدان التحرير، في واقعة شبيهة بموقعة الجمل التي كانت نهاية مبارك، وهددوا أمن مصر في سيناء، وهذه لعبة خطيرة في مواجهة الجيش وبلا كادح، وبعد استقرار الأمور سيتفرغ الجيش لتطهير سيناء من البؤر الإجرامية وينتقم لجنوده الذين تم اغتيالهم رمضان الماضي. الإخوان ترى أن ما حصل هو انقلاب عسكري، وأنتم تؤكدون أنه تغيير ثوري، هل لكم أن توضحوا ذلك؟ الإخوان وصلوا إلى السلطة نتيجة للإرادة الشعبية التي فرضت وجودهم، وبعدما شعروا باغتصاب الثورة من جماعة الإرهاب الديني، قرروا إسقاطها حتى لو كانت منتخبة، وذلك بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية، واستشعارهم بالخطر على البلد، فالجماعة لم تبذل أي جهد سوى أخونة الدولة وفشلت داخليا وخارجيا، وهذا أدى إلى ثورة شعب، الذي لجأ للجيش للخروج من المأزق، ستثبت الأيام أنه كان ممكنا اندلاع حرب أهلية، ونحن لا نرى مظاهر انقلاب عسكري ويتم الآن التفاوض لتشكيل الحكومة. الجماعة تتهمكم بالتحالف مع رموز مبارك وتأجير البلطجية لإثارة الفتنة، ما ردكم؟ هذا كذب صريح، وإلا لماذا لم يتم القبض على هؤلاء البلطجية وتقديمهم للعدالة، وثورتنا سلمية وهم من لجأ للعنف بعدما خسروا المعركة ويستفزون الجماهير الشعبية وسلطة الدولة، وهذا هو الجزء الأساسي من خسارتهم، كما استفزوا كل فئات المجتمع ممثلين في الكنيسة والأزهر والعمال والمثقفين بضيق أفقهم وأنانيتهم، والآن حاولوا بالعنف مواجهة هذا المد، وهناك قضايا مرفوعة ضد قيادات إخوانية بتهمة قتل المصريين.