منذ نهاية الأسبوع الماضي، بدأ سكان تيزي وزو في التوافد على مسقط رأسهم لقضاء شهر رمضان في جو عائلي، بالتزامن مع العطلة السنوية. يسعى سكان منطقة القبائل المغتربون منهم أو الذين يقيمون في الولايات الأخرى، لقضاء شهر رمضان بالقرى والمداشر، وذلك لاستعادة عادات وتقاليد المنطقة في هذا الشهر الفضيل. ولا يقتصر الاستعداد لاستقبال رمضان على المغتربين فقط، بل يتم التحضير بتنظيف المنازل وتجديد بعض وسائل الطهي. ولاتزال المنطقة تتمسك بالعديد من العادات والتقاليد رغم زوال البعض منها، حيث يتم تكريم الطفل الذي يصوم لأول مرة بوجبة فطور خاصة، كما أن الكثير من العائلات تقوم بإفطار الطفل فوق سطح البيت وبوجبة لا يمكن أن تكون خالية من البيض، ويقام في تلك السهرة شبه حفل على شرف الصائم الجديد يدعى إليه الأهل والأحباب. ويروي كبار السن بالمنطقة أن ليلة الشك قديما، وأمام انعدام وسائل الاتصال، يترقبونها من أعالي الجبال بألسنة النيران عند غروب الشمس، فإن شاهدوا في إحدى هذه المناطق المعروفة بزواياها ألسنة النيران، فإن ذلك يعني بداية الصوم في اليوم الموالي. وتستعد زوايا ولاية تيزي وزو ومساجدها بدورها لاستقبال شهر رمضان، حيث يتم تنظيفها بحملات تطوعية أو من طرف طلبتها والمترددين عليها، كما تظهر بحلي متميزة تطبعها الأضواء المختلفة التي تزين مداخلها وصومعتها، كما يتم توزيع العديد من الطلبة الذين يوشكون على اختتام حفظ القرآن الكريم على مساجد الولاية لمساعدة الأئمة في صلاة التراويح على شكل تربص تطبيقي لهؤلاء الطلبة المقبلين على إمامة الناس. وتعد كل هذه الاستعدادات أحد العوامل التي تجذب أبناء المنطقة للعودة إلى الديار في هذا الشهر الفضيل. ويقول العديد من سكان المنطقة المقيمين خارجها، إن تزامن شهر رمضان مع العطلة السنوية، يعد بالنسبة لهم فرصة انتظروها منذ سنوات لقضاء شهر الصيام وسط الأهل، بعدما حالت ظروف العمل دون ذلك لعشرات السنين.