أنيسة.ب طلاء البيوت ،شراء التوابل..أبشر حل رمضان المعروف عن ربّات البيوت الجزائريات أنهن ينطلقن قبل قدوم شهر رمضان بأسابيع في التحضيرات لاستقباله في جو من الابتهاج و السرور ، فترى الأهالي منشغلون بإعادة طلاء المنازل و تطهير كلصغيرة وكبيرة فيها ،علاوة على اقتناء كل ما يستلزمه المطبخ من أواني جديدة و أفرشةوأغطية لاستقبال هذا الشهر و ترحيبا بالضيفالكريم ، إضافة إلى شراء كل المستلزمات الواجب توفيرها لهذا الشعر الفاضل ،كما تبدأ رباتالبيوت في تحضير مختلف أنواع التوابل والخضر واللحوم البيضاء منها والحمراء لتجميدها في الثلاجات ، حتىيتسنى لهن تحضير لأفراد عائلتهن ما تشتهيه أنفسهم بعد يوم كامل من الامتناع عنالأكل والشرب ، وكل ما يستوجب توفيره لمائدةرمضانية تليق بالعائلة وبالضيوف الذين سيشاركونهم الإفطار خلال الشهر كله. رمضان عادات و تقاليد و تشبث بالدين إن صيام الأطفال لأول مرة يعد حدثا عظيما في الأسر الجزائرية ،ويتم حسب ما جرت بهالعادة ليلة النصف من رمضان أو ليلة 27 منه،و يتم خلاله إعداد مشروب خاص يتم تحضيره بالماءوالسكر والليمون مع وضعه في إناء بداخله خاتم من ذهب أو فضة ، من أجل ترسيخوتسهيل الصيام على الأبناء مستقبلا،وتتم هذه العادة وسط جو عائلي احتفالي ، وهذاتمسكا بعادات وتقاليد أجدادهم والسير على درب السلف ، و يتم ذلك من أجل تشجيعهم على الصوم و ترغيبهم في الشهرالكريم ، ويحظون بالتمييز من أجل دفعهم للمواظبة على أداء فريضة الصيام ، و تختلف هذه العادات من منطقة لأخرى ، لكن المتفق عليه أنه حدث و يتم في جو احتفالي تجتمع فيه كل العائلة ، فمثلا في بعض المناطق من الوطن يتم إلباس البناتبأفضل و أبهى حلة ويجلسن كملكات وسط احتفال بهيج . و للدين حضور كبير في هذا الشهر الفضيل ، ففيه يتعالى الذكر و تصفو القلوب مسبحة مكبرة و مهللة بخيرات هذا الشهر الفضيل ،و فيه يتنافس المسلمون على تأدية الشعائر الدينية ، وهذا بالإكثار منالصلوات وتلاوة القرآن أثناء الليل وأطراف النهار، ناهيك عن إعمار المصلينالمساجد في أوقات الصلاة و صلاة التراويح و قيام الليل ، وحتى خارج أوقات الصلاة. رمضان هذا العام يغير نمط عيش الجزائريين سيهل علينا رمضان بعد أيام معدودات ، و هو بذلك سيكون في عز الصيف الذي يعد للبعض فرصة للاستجمام و التنزه و الاستمتاع بزرقة البحر أمام الشمس الحارقة ،و تقول السيدة عائشة أننا مجبرون على تغيير كل ما اعتدنا القيام به في فصل الصيف ، لتبقى السهرات من أهم الفترات التي ستزين رمضان لهذا العام كونها ستكون صيفية رمضانية ، و بذلك سينسى الصائم تعب نهاره بالرغم من أن رمضان سيكون في عز الصيف ، و لكن من المؤكد أن الله سيباركه و سيرأف بعباده الضعفاء تقول المتحدثة ،و هو الرأي الذي وافقته نادية و التي قالت أن الدخول الاجتماعي سيكون بعد رمضان الذي سينزف جيوبنا لا محال و يليه العيد و متطلباته أيضا ، فالعامل البسيط سيكون في حيرة من أمره أمام عطلة الصيف و الأعراس و رمضان و العيد و الدخول المدرسي من بعد ذلك ، و كل هذه الأمور ستنغص المتعة بالشهر الكريم. مغتربون يحجزون لقضاء رمضان في بلدانهم بما أن شهر رمضان سيكون متزامنا و العطلة الصيفية ، فالكثير من المغتربين فضلوا قضاءها بين أحضان الأهل و العائلة ، و هذا للاستمتاع بالدفء وسط العائلة بعد طول غياب و انتظار و شوق للقاء الأحبة ،كما أنها فرصة للتشبث بالتقاليد و العادات و تعليمها للنشء حتى لا تندثر ، و حتى يظل الأبناء متمسكين بها بالرغم من بعدهم عن البلد الأم ، و هذا ما يسعى إليه معظم الأولياء ، يقول محمد الذي قدم من فرنسا هذه الأيام لقضاء عطلته وسط العائلة بتيزي وزو ،أن العطلة جاءت مناسبة كونها ستكون مع رمضان الذي لم يسبق له منذ أن غادر الجزائر قضاءه مع العائلة ، و هو الأمر الذي يعد رائعا ،رؤية الوطن و أداء فريضة الصوم .