لم يتمالك الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، نفسه حين سئل من طرف ممثلي المجتمع المدني في تيزي وزو عن الوضعية الصحية للرئيس بوتفليقة، حيث قال “سيعود”، وهو ما حدث فعلا، حيث اختصر زيارته إلى الولاية التي لا تزال غاضبة على إقصائها من الحضور الرسمي للرئيس بوتفليقة بشكل غير متوقع، وغادرها في حدود الواحدة ظهرا. كانت الساعة تشير إلى حدود الحادية عشر صباحا، عندما اختتم الوزير الأول عبد المالك سلال زيارته إلى ولاية تيزي وزو، التي كانت مبرمجة مسبقا لتتزامن مع عيد الاستقلال، وتحوّل الجميع إلى دار الثقافة مولود معمري، من أجل الاستماع إلى انشغالات ممثلي المجتمع المدني، على الرغم من أن البرنامج الخاص بالزيارة كان يشير إلى أن اللقاء حدد عند الواحدة والنصف ظهرا، لتنتهي الزيارة ككل في حدود الرابعة والنصف مساء. وكان الوزير الأول يردد في كل مرة على تدخلات المجتمع المدني بقوله “لن أطيل معكم لأن لي أمرا هاما، ويجب أن أغادر تيزي وزو في حدود الثانية ظهرا”. وفي حدود منتصف النهار والنصف، تقدم من الوزير الأول عون من أعوان الحراسة المقربة منه وحدثه في أذنه، لينظر بعدها سلال إلى ساعته، ويقول “شكون آخر سؤال، لأن لي أمرا هاما ويجب أن أغادر”. ورد على سيدة من المجتمع المدني تساءلت عن الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة قائلا “سيعود”. وأوضح الوزير الأول بأن “سرطان الجزائر هو البيروقراطية وهو مشكل فعلي، لكن يجب علينا التعامل معه وتجاوزه”. وأضاف بأن “البترول والغاز موجود وسيظل، لكن علينا خلق المؤسسات ومناصب العمل”. وكشف الوزير الأول عن قائمة تتضمن 300 اسما جديدا من خلال مرسوم وزاري يعرضه وزير الداخلية على مجلس الحكومة”، ردا على تساءل مواطنين بخصوص حرمانهم من الأسماء الأمازيغية، وأضاف “ليس لنا أي مشكلة مع الأسماء الأمازيغية ولا يجب تسييس القضية”. وغادر الوزير الأول تيزي وزو التي استقبلته ببرودة تامة، في حدود الواحدة ظهرا، ليكون في استقبال رئيس الجمهورية، ليتضح ما هو الأمر المهم الذي سبّب له الإحراج مع سكان تيزي وزو، الذي اختصر زيارته لولايتهم في ست ساعات فقط.