وصل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى مطار بوفاريك العسكري زوال أمس في حدود الساعة الثانية و ثماني وعشرون دقيقة ، وقد كان في استقبال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عدد من المسؤولين يتقدّمهم الوزير الأول عبد المالك سلال الذي اضطرّ لتقليص مدة زيارته إلى ولاية تيزي وزو أمس للعودة سريعا إلى العاصمة، حيث غادر الولاية قبل الظهيرة وأخبر الصحفيين بضرورة وجوده في العاصمة قبل الواحدة ظهرا لأن رئيس الجمهورية سيعود إلى الجزائر. وذكر بيان صادر عن رئاسة الجمهورية أن السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية عاد بعد ظهر امس (في حوالي الساعة 14 سا و 30 د) إلى أرض الوطن بعد فترة علاج وإعادة تأهيل حركي بفرنسا و سيتابع رئيس الدولة فترة راحة وإعادة تأهيل بالجزائر وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة غادر باريس متوجها إلى الجزائر من مطار "لوبورجي" حسب وكالة الأنباء الفرنسية في حدود الساعة الواحدة والنصف بالتوقيت الفرنسي أي منتصف النهار والنصف بالتوقيت المحلي على متن طائرة الرئاسة الجزائرية التي أقلعت من مدرج مخصص لرجال الأعمال، مثلما أدلى بها مصدر ملاحي للوكالة. وأكد المصدر نفسه أن إجراءات أمنية مشددة اتخذت على مستوى المطار الذي يقع بالقرب من العاصمة باريس حيث وصل موكب يضم سيارات سوداء وسيارة فان بيضاء إلى المدرج كما تمركز عناصر من الشرطة منهم من كان على متن دراجات نارية ومنهم بالزي المدني ومسلحون تحسبا لوصول الرئيس بوتفليقة إلى المطار. وقد حظيت عودة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أمس باهتمام كبير من قبل الصحافة الدولية ولا سيّما الفرنسية حيث تناقلت كل المواقع الإخبارية على اختلاف توجهاتها نبأ عودة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الجزائر سالما معافى بعد الوعكة الصحية التي تعرّض لها. وحسب الصور التي بثتها بعض القنوات الخاصة فإن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يوجد في صحة جيدة خاصة و انه ظهر يسير مترجلا في مطار بوفاريك عكس ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية التي قالت ان كان على متن كرسي متحرك. وكان رئيس الجمهورية قد نقل إلى مستشفى "فال دو غراس" شهر أفريل الماضي لإجراء فحوصات إضافية وفقا لتوصيات أطبائه المعالجين الذين أوصوه بالركون إلى الراحة التامة بغرض الشفاء من وعكته الصحية لينقل بعدها إلى مستشفى "ليزانفاليد" لاستكمال فترة النقاهة وتعزيز التطور الإيجابي لحالته الصحية. وكان مدير المركز الوطني للطب الرياضي الأستاذ رشيد بوغربال قد طمأن الشعب الجزائري منذ البداية بخصوص الوضع الصحي لرئيس الجمهورية الذي "لا يبعث على القلق". من جهته كان الوزير الأول عبد المالك سلال يؤكد في كل مرة, بمناسبة زياراته الميدانية الى ولايات الوطن, بأن الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة "ليس خطيرا على الإطلاق" حيث سيصبح (مرض الرئيس) --كما قال-- "عما قريب مجرد حدث عابر".
وفي ال 12 جوان ظهر بوتفليقة علنا لأول مرة منذ نقله للعلاج على لتلفزيون الجزائري جالسا يحتسي القهوة مع رئيس الوزراء عبد المالك سلال ورئيس اركان الجيش الفريق قايد صالح، ردا على الشائعات التي احاطت بوضعه الصحي. وخلال هذا الاستقبال تلقى رئيس الجمهورية تقريرا مفصلا عن الوضع العام للبلاد وعن نشاطات الحكومة حيث قدم له سلال عرضا عن مدى تقدم برنامج التنمية الوطنية الذي باشره رئيس الجمهورية. و بالمناسبة كلف رئيس الجمهورية الوزير الأول بالسهر على التكفل الجيد بانشغالات المواطن كما وجه له تعليمات من أجل إتمام مشروع قانون المالية التكميلي لسنة 2013 و مجموع مشاريع القوانين الأخرى التي درستها الحكومة حتى تكون جاهزة للمصادقة عليها من قبل مجلس الوزراء.)