شكّل نبأ غياب العداء، توفيق مخلوفي، عن بطولة العالم لألعاب القوى، التي ستقام ما بين 10 و18 أوت القادم بالعاصمة الروسية موسكو، أمس، حدثا مميزا تناولته بإسهاب مختلف الصحف والمواقع المتخصصة عربيا وعالميا، ليس لأنه تربع على عرش سباق ال1500 مترا في أولمبياد لندن، فحسب، بل أيضا لكونه يرجح أن يكون العداء الوحيد القادر على منح العرب ميدالية ذهبية في مونديال موسكو. يرجع أيضا سبب اهتمام الصحافة بالحدث للإثارة التي صنعها العداء في الألعاب الأولمبية الأخيرة، عندما لفت الأنظار بانسحابه من سباق ال800 مترا، ووقتها اتهم مخلوفي بالتحايل عن طريق التظاهر بأنه مصاب، قبل أن تقوم لجنة التنظيم بتبرئته بعدما ثبت أنه كان مصابا فعلا، إثر فحوص مضادة خضع لها العداء. كما شكلت السهولة التي توج بها العداء بسباق ال1500 مترا في أولمبياد لندن، سببا في الإثارة التي طبعت غيابه عن الموعد العالمي القادم، حيث لم يترك مخلوفي أي فرصة لمنافسيه في السباق للتتويج بأحد أفضل سباقات ألعاب القوى، في وقت لم تكن التكهنات ترشحه للفوز حتى بميدالية برونزية، لأنه لم يكن عداء معروفا، كما أنه لم يكن في أفضل حال من الناحية الصحية، خاصة بعدما ثبت أنه كان مصابا على مستوى الساق، قبل خوضه السباق النهائي ل1500 مترا. وزيادة على ذلك، فاجأ مخلوفي الجميع بقوة شخصيته، فإلى جانب أنه عداء يهوى التحديات وتحذوه رغبة كبيرة في الفوز، يتمتع مخلوفي بالقدرة على مواجهة الصعاب وتغلبه على العقبات التي تقف أمامه. فالمتتبع لمشواره، لا يتردد في اعتبار مخلوفي بمثابة القطار الجديد في عالم ألعاب القوى، وبالضبط في سباقات نصف الطويلة. كما رشح العداء أن يكون خليفة المغربي النجم هشام القروج، صاحب أكثر من لقب ورقم قياسي عالمي، قبل أن يحول فيروس مفاجئ دون مشاركة مخلوفي في المونديال القادم، ما تسبب في حرمانه من فرصة لتأكيد الميدالية الذهبية التي توج بها في الألعاب الأولمبية الأخيرة، وأيضا لإثراء رصيده بأول لقب عالمي، وهو في بداية الطريق لدق أبواب النجومية في رياضة “أم الألعاب”.