تسابق الفتيات المقبلات على ولوج عش الزوجية بعد شهر رمضان الزمن لتعلم مهارات الطهي التقليدي وتجريب وصفات جديدة، فدخلت الكثيرات منهن في “تربص مغلق” في مطبخ البيت في آخر رمضان تقضيه الفتاة في بيت أهلها قبل ولوج قفص الزوجية. فمثلما تحمل حقائب المقبلات على الزواج “ملابس التصديرة والجهاز”، أصبحت تحمل معها كذلك، مختلف كتب الطبخ والوصفات التقليدية والحديثة، رغبة من العرائس في إظهار تفننها وإجادتها لفن الطهي، قبل أن تنتقل إلى بيت الزوجية وتوضع “تحت مجهر” الحماة وعائلة الزوج. لذا تجد العرائس، في مطبخ رمضان، وسيلة لتعلم أسرار وكيفيات شتى الأطباق. مريم في الواحد والعشرين من عمرها، برمجت زفافها مباشرة بعد عيد الفطر، وأتمت كافة التحضيرات اللازمة قبل حلول رمضان، لكن بقيت تشغلها “الكوزينة”، فمريم وإن كانت معتادة على ارتياد المطبخ كما قالت، إلا أن رمضان هذا، أقبل عليها بواجبات طبخ إضافية، خاصة ما تعلق بالأطباق العاصمية والأكل المطهي في الفرن، باعتبار أن شريكها يحبذ ذلك الصنف من المأكولات، ما سهل عليها المهمة نوعا ما، وزادها في ذلك نصائح والدتها ووصفات الكتب التي اقتنتها. وبخصوص نادية، فولوج حياة جديدة، تتطلب تحمّل مسؤولية زوج وعائلة، كانت السبب وراء اقتحامها مطبخ رمضان للتدرب على الكيفيات المحبّذة لدى زوجها، وتحضيرا للدعوات والزيارات المنتظرة من قبل عائلة الزوج، بطرق مبتكرة، خاصة ما تعلّق بالسلطات والحلويات، باللجوء لكتاب متخصص في الطبخ الجزائري، ووصفات القناة التلفزيونية “فتافيت”، “استهلكت عطلتي السنوية في شهر رمضان، لقضاء أكبر وقت ممكن في المطبخ، وتعلمت حتى الأكلات التي لم أظن يوما أنني سأطهيها كالدوارة والعصبان”. أما مونية التي تخرجت حديثا من كلية الطبخ، فقد دخلت في “دورة تدريبية مكثفة” لتعلم “العجين” والأطباق التقليدية، خاصة وأن زفافها اقترب “فدراسة الطب لم تترك لي الوقت لتعلمها في السابق، ولأني دخلت دائرة الخطر لأن زفافي بعد رمضان، وخطيبي يعشق الأكلات التقليدية والمعجنات، فليس أمامي خيار غير إتقانها”. وإذا دخلت هاته “العرائس” في أشغال شاقة منذ بداية شهر رمضان، بإعداد أطباق بالجملة، تكبدن عناء الجلوس أمام الموقد في الحرارة لتحضير المحاجب والمطلوع، فالأمر ليس كذلك بالنسبة لعائلاتهم التي تذوقت أشهى الأطباق على مائدة الافطار.