بدخول شهر رمضان الكريم أيامه الأخيرة، تستعد العائلات الجزائرية لاستقبال عيد الفطر على عادتها فترى السيدات وقد دخلن في مرحلة سباق مع الوقت لتحضير أصناف مختلفة من الحلويات التقليدية أوالعصرية، غير أن هناك من السيدات من دخلن مرحلة سباق آخر يأتي لإثبات مهارات تحضير تلك الحلويات، ويتعلق الأمر بالسيدات الجدد أومن دخلن القفص الذهبي قبل رمضان. تجد أغلب المتزوجات حديثا أنفسهن مجبرات على إثبات قدراتهن في الطبخ وإعداد الحلويات من أجل إرضاء أزواجهن ونيل اعجاب عائلاتهن، ومن أجل ذلك عليهن إثبات مهاراتهم في المطبخ بدأ بتحضير مأكولات وأطباق متنوعة تليق بالشهر الفضيل، ليحين الآن دور الحلويات، فالكل يرغب في معرفة ما حضرته العروس الجديدة. استعراض تلك المهارات يكون أمرا لابد منه للكنّة، لاسيما تلك التي تقيم مع حماتها وأهل زوجها، فهي مطالبة بإظهار قدراتها أمامهم، ودخولها القفص الذهبي في شعبان أوقبله بقليل يعني أنها مطالبة بإبهار عائلة الزوج والزوج نفسه بقدراتها. وإن كان تحضير الأطباق يختصر على أفراد العائلة في رمضان، فإن الأمر في العيد يعني اطلاع العائلة الكبيرة على ما حضرته العروس وبالتالي على “كفاءتها المنزلية”. وصارت الفتيات قبل زواجهن يحضرن لهذاالامتحان قبل دخولهن القفص الذهبي، وهو ما حضرت له أحلام من البليدة قبل زواجها، وحدثتنا عنه بالقول “لقد كان زفافي في شهر جوان الماضي وقد حرصت على تعلم و اتقان بعض الاطباق والحلويات للمرور بسلام أمام امتحان عائلة زوجي، فأنا أعلم ما يعنيه أمر دخول المطبخ في رمضان، خاصة أنه في منزل أسرتي كانت لي زوجات أخي، وقد مررن بنفس التجربة وعلمت قبل زفافي أني سأمر بنفس المرحلة، فاستعددت لها حتى لا أقع في مواقف محرجة”. مواقف محرجة هي تلك التي تقع فيها أخريات من غير أحلام ممن تخونهم المهارة في إثبات قدراتهن، وقد يكون الإحراج بدرجة أقل إن كان الزوج متفهما وكانت العروس الجديدة من المحظوظات بالسكن الفردي، حيث يمكن تمرير هفواتها دون أن يعلم بها الزوج الذي يبقى عليه تحمل تبعات “عدم كفاءة” عروسه والاكتفاء بالحنين إلى أطباق والدته والتوجه نحو محلات بيع الحلويات لإخفاء ما عظم من عدم معرفة زوجته بأسرار تحضير الحلويات، فيحفظ ماء الوجه في انتظار أن تتعلم ربة المنزل الجديدة ما يلزم لتزيين مائدتها مستقبلا.