تاريخ الكرة يحفظ لنا أخطاء تحكيمية وصفت بالقاتلة، لأنها غيّرت مجرى مباريات حاسمة، وقلدت فرقا أوسمة وكؤوسا لا تستحقها، أهمها التي كان بطلها الأرجنتيني دييغو مارادونا. تحتفظ ذاكرة الكرة بلمسة لهدف مارادونا باليد في مونديال 1986 أمام إنجلترا، حين غالط الحكم التونسي علي بن ناصر، ثم يد الفرنسي تيري هنري في مباراة السد من تصفيات المونديال 2010، ونجح بها في تمرير الكرة إلى غالاس الذي سجّل هدف التأهّل على حساب إيرلندا. وبقي تاج إنجلترا الوحيد بكأس العالم سنة 1966 المحقق بأرضها يثير الجدل حول إمكانية “سرقة” الإنجليز للتاج، كون الهدف الشهير الذي سجلته إنجلترا على ألمانيا لم يتم التأكد إلى غاية اليوم إن كانت الكرة قد تجاوزت الخط. كرة المهاجم الإنجليزي في تلك المباراة النهائية اصطدمت بباطن العارضة وسقطت الكرة على خط المرمى، واحتسب الحكم الهدف، ما رجّح الكفة لصالح إنجلترا 3 / 2، وفاز الإنجليز في الأخير 4 / 2. وبعد أكثر من 35 سنة، كشفت كاميرات التلفزيون الحديثة عبر نظام الإعادة الافتراضية بأن الكرة لم تجتز خط المرمى. واعترف بيرتي فوغتس، ظهير ألمانيا السابق، بأن منتخب بلاده استفاد من ضربة جزاء غير شرعية في نهائي مونديال 1974 أمام هولندا، في وقت منح الحكم جاك تايلور من إنجلترا أسرع ضربة جزاء في تاريخ المونديال لهولندا في الدقيقة الثانية، لكن التاج عاد لألمانيا في نهائي بميونيخ. واشتهر الحكم الإنجليزي غراهام بول، وبالتحديد في هذا اللقاء الذي أداره ضمن بطولة كأس العالم في 22 جوان 2006 بين كرواتيا وأستراليا ارتكب خطأ لم يرتكبه أي حكم قبله. فقد أشهر الحكم الإنجليزي 3 بطاقات صفراء للاعب الكرواتي سيميتش وبعد ذلك طرده، وكان الحكم قد أنذر سمينتش مرتين ولم يطرده. هذه الواقعة إحدى أغرب الوقائع التي حدثت في جميع المونديالات السابقة، وجعلت غراهام بول يتأثر وقرّر اعتزال التحكيم دوليا. ودخل الخطأ الفادح الذي ارتكبه الحكم الأوروغواني، جورج لاريوندا، الذي أدار لقاء ألمانياوإنجلترا في الدور ثمن النهائي لمونديال 2010 التاريخ، بعدم احتسابه هدف نجم إنجلترا فرانك لامبارد في الشوط الأول بعد أن تخطت كرة سددها خط المرمى الألماني بمترين، كما وصفها الحارس بعد اللقاء ضمن أشهر الأخطاء التحكيمية في تاريخ المونديال. كما أن هذا الخطأ دفع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم - الفيفا - جوزيف بلاتر لتقديم اعتذاره للمنتخب الإنجليزي. وفي مباراة في البطولة البرازيلية بين أتلتيكوسوروكابا، وسانتاكروزنيسي، كانت النتيجة تشير لتقدم الفريق الأول بهدف مقابل لا شيء، ثم قام أحد لاعبي سانتاكرو زنيسي بتسديد كرة طائشة استقرت خارج المرمى، إلا أن صبيا صغيرا قام بتسديد الكرة من الخارج لحارس المرمى وأثناء دخول الحارس للمرمى لالتقاط الكرة شاهد الحكم الواقعة، فظن أن التسديدة سكنت الشباك وأعلن احتساب الهدف في واقعة هي الأغرب في التاريخ، ربما يكون هذا الخطأ هو أسوأ ما حدث لأي حكم في التاريخ. وفي كأس إفريقيا للأندية، فإن الحكم الجزائري دحو لم ينتبه لنحو دقيقة ونصف لوجود 12 لاعبا مغربيا فوق أرضية الميدان في مباراة الرجاء أمام الأهلي قبل 15 سنة في رابطة الأبطال الإفريقية في دورها نصف النهائي، بعدما غالطه الحكم المساعد الجزائري داني، حين سمح للاعب الرجاء الذي تلقى إسعافات خارج أرضية الميدان بالدخول رغم أن مدرّبه أقحم لاعبا آخر بدلا عنه، ولولا الحكم المساعد الثاني إبراهيم الجزّار الذي رفع رايته وظلّ واقفا في مكانه حتى انتبه له دحو، لتواصل اللّعب، واحترز الأهلي على ذلك وعوقب دحو وداني بستة أشهر ولم تسلّط أي عقوبة على الجزّار كونه الحكم الذي أنقذ الموقف. وانتهى مشوار الحكم الإيطالي الشهير روبرتو روزيتي بسبب احتسابه هدفا للاّعب الأرجنتيني تيفيز أمام المكسيك من وضعية تسلل واضحة في ربع نهائي مونديال 2010، شاهدها متأخرا على الشاشة العملاقة، كما أوقفت “الفيفا” الحكم الفرنسي ستيفان لانوي بسبب احتسابه هدف البرازيلي فابيانو أمام كوت ديفوار في ذات المونديال رغم لمس واضح للكرة باليد، ولم يتحرّج الحكم في الابتسام في وجه فابيانو بعدما اكتشف متأخرا لمسه الكرة باليد.