قال الشيخ كرمالي عبد الحميد مدرب المنتخب الوطني السابق انه لا يستبعد أن يعود التاج العالمي هذه المرة إلى ألمانيا أو الأرجنتين ''إنها قناعة شخصية على ضوء أداء كل منتخب خلال مباريات الدور الأول، وحتى قبل مقابلتي ثمن النهائي. وقد ترسّخت قناعتي هذه عقب مقابلتي ثمن النهائي للمنتخب، فالمنتخب الألماني أظهر قوة منقطعة النظير، وأكد فعلا أنه ''ماكينة'' مثلما يلّقب؛ حيث فرض الألمان منطقهم على الإنجليز في كل أطوار المباراة، بدليل تمكن تشكيلة جواكيم لوف من تسجيل هدفين أمام غياب شبه كلي للمنتخب الإنجليزي الذي لم يحكم سيطرته على خط وسط الملعب.وأعتقد جازما أن عدم احتساب الحكم هدفا صحيحا للاّعب الإنجليزي فرانك لامبارد -وكان هدف التعادل- رغم تجاوز الكرة خطَّ المرمى؛ هو منعرج المباراة، لأن المدرّب الإيطالي للمنتخب الإنجليزي، فابيو كابيلو، رمى بكل أوراقه في الهجوم، وواصل يقول ''أعتقد أن كابيلو فضّل المغامرة بأكبر قدر من اللاّعبين في الهجوم لقناعته بأنه من الصعب اختراق الدفاع الألماني بعدد محدود من اللاّعبين، غير أن النتائج جاءت عكسية، لأن منتخب ألمانيا أظهر سرعة وقوة وإتقانا في بناء الهجمات المرتدة التي أثمرت هدفين، ورغم أن الحكم سرق الإنجليز؛ إلا أن منتخب ألمانيا كان الأفضل والأكثر واقعية من إنجلترا، وهو يستحق التأهّل. ولم يختلف سيناريو مباراة الأرجنتين والمكسيك عن سابقه، لأن خطأ الحكم وعدم إعلانه عن وضعية تسلل للاّعب الأرجنتيني، غيّرت كل مجريات المباراة بعدما افتتحت الأرجنتين مجال التهديف، ومن ثم أصبحت الأمور تسير بمنطق الأرجنتين، وعُرف أيضا صراع كبير على خط وسط الميدان من الجانبين وشاهدنا محاولات لتوجيه قذفات من خارج منطقة الجزاء من جانب المنتخب المكسيكي غير أنها لم تثمر، بينما قدّمت تشكيلة المدرّب دييجو أرماندو مارادونا عروضا على الرواقين، وأظهرت قدرة على خلق فرص حقيقية للتهديف.ورغم قوة منتخب الأرجنتين؛ إلا أن المدرّب مارادونا، وإن كان نجما كرويا سابقا، إلاّ أنه لا يحمل مواصفات المدربين الكبار الذين يتسمون بضبط النفس، والرزانة، والحنكة؛ لأن مارادونا يعطي الانطباع من خلال طريقة تسييره المنتخب وتعامله مع اللاّعبين وحتى الإعلاميين، كأن الأمر يتعلق بمارادونا اللاّعب وليس المدرّب.ومثلما قلت، فإن مقابلتي نصف النهائي عرفت تأهّل الأقوياء الذين فرضوا منطقهم، ولم تكن الأخطاء التقديرية للحكام لتنقص من قيمة وقوة الأرجنتين وألمانيا، حتى ولو كنت على يقين بأن المقابلتين كانتا ستعرفان سيناريو مغايرا لو لم تحدث هناك أخطاء تحكيمية.