يعرف منبع “تامدة” بميلة، منذ حلول شهر رمضان الكريم، تدفقا متزايدا من المواطنين، هروبا من الحر وللتمتع بسحر الطبيعة وهدوء المكان وبرودة المياه. يوجد موقع “تامدة” ذو الطابع السياحي على بعد 5 كلم إلى الجنوب عن بلدية أحمد راشدي، وعلى بعد 15 كلم عن عاصمة ولاية ميلة، عند سفح كاف سحيق يتميز بشلال مياهه العذبة المتدفقة من أعماق بعيدة. ويجد الكثير من الصائمين في المكان ملاذا للاستجمام وقضاء وقت القيلولة إلى غاية قروب وقت المغرب في شهر رمضان، فيجلسون وسط أشجار كثيفة ومياه منعشة درجة حرارتها لا تزيد على 4 درجات. ويغتنم المواطنون الفرصة للتزود بمياه هذا المنبع والانتعاش بها أثناء الإفطار. ومع توالي ساعات اليوم الرمضاني الطويل والمتعب، يتزايد الإقبال على هذا المنبع، لتصبح الحركة بعد صلاة العصر أكثر كثافة حول العين وداخل البركة المائية أيضا. يتواصل التوافد الكبير من كل جهة على هذا المرتع الساحر، حسب أحد السكان، حتى بعد الإفطار ويمتد إلى وقت السحور، وحتى من العائلات التي تفضل أن تقضي ليلها في هذا الركن الجميل لتنعم ببرودة الجو والمياه العذبة والشواء اللذيذ، حيث يتحول المكان ليلا إلى فضاء تجاري يجد فيه الكثير من الشبان فرصة للتجارة طيلة الشهر الفضيل.