تشهد ولاية المسيلة هذه الأيام بمناسبة زيارة العمل والتفقد المرتقبة للوزير الأول عبد المالك سلال حالة استنفار قصوى، حيث تحول ليل مسؤولي الهيئة التنفيذية إلى نهار بسبب الاجتماعات الماراطونية من أجل تسريع وتيرة إنجاز بعض المشاريع ، وتجميل المسالك المبرمجة في الزيارة، وباتت مدينة بوسعادة المعنية بالزيارة الحكومية، ورشة للترقيع مشاريع وقتية. أصبحت مهمة تزفيت الطرق الرئيسية شاقة على المشرفين على القطاع الذين وصلوا الليل بالنهار من أجل تحسين صورة مدينة “منكوبة” في مسؤولين لا تتحرك ضمائرهم إلا مع زيارة كهذه، وبعد ما شاهد المواطنون هذا الاستنفار، تمنوا من الوزير الأول أن يقوم بزيارة مفاجئة للمدينة، ليكتشف أن العروس التي سيزورها مطلية ب “ماكياج” مزيف. المدينة التي نصف ما تحمله مدونة المشاريع المقترحة من طرف المجلس البلدي عبارة عن تجديد أو إنجاز شبكة الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب ، لا يمكن أن تكون التنمية فيها “في صحة جيدة”، فبوسعادة تضم 26 ألف مسكن منها أكثر من3000 مسكن وصفت حالته بالرديئة، كما أحصت مختلف المصالح وجود ما يقارب 2000 مسكن بين هش وغير قابل للسكن، وتجاوز عدد ملفات طالبي السكن الاجتماعي الإيجاري المودعة بمصالح دائرة بوسعادة عتبة 20 ألف طلب، وهو ما دفع ممثلي المجتمع المدني إلى المطالبة بتجسيد سياسة التوازن الجهوي في توزيع المشاريع واعتماد المعايير العلمية في منح حصص للسكن بمختلف أنواعه، وكذا أنصاف بلديات الجنوب في الاستفادة من هذه المشاريع. كما ساهم تجميد ملف العقار الحضري وتسوية وضعية المستفيدين في تفاقم مشكلة السكن، حيث قدر مصدر من الوكالة العقارية بوسعادة وجود 30 تجزئة ترابية أخرى غير مشهرة تنتظر إجراءات التشهير من طرف مجلس الإدارة ، وبهذا الصدد رفعت جمعيات ممثلة للمجتمع المدني لائحة مطالب للوزير الأول تلح فيها على ضرورة حماية الأوعية والجيوب العقارية التي زحف عليها البناء الفوضوي أمام عجز السلطات المحلية عن وضع حد لهذه الظاهرة، وتطالب السلطات بحماية مناطق التوسع السياحي وهدم البناءات الفوضوية.