وزعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف 200 ألف نسخة من المصحف الشريف تحمل أخطاء تم تسجيلها من طرف المستفيدين منها في بعض المساجد والمؤسسات العمومية، حيث حذفت سور وآيات وتكررت سور في طبعات أخرى وأسقطت بعض أحكام التلاوة من البعض الآخر. تحصلت “الخبر” على نسخ من هذه المصاحف التي وزعت في إطار مشروع المليون مصحف الذي تقرر توزيعها خلال عهدة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حيث يتم طباعة 200 ألف نسخة سنويا ويتم توزيعها في المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية التابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف والمؤسسات العمومية والخاصة. النسخ التي تحمل أخطاء وردت إلى الجريدة من طرف بعض المستفيدين والتي تؤكد أن الرقابة بعد الطباعة على هذه المصاحف لم تتم، وانتقد خبراء ومختصون في تلاوة القرآن وتجويده ومشايخ “التقصير” المسجل من طرف مصالح وزارة الشؤون الدينية والأوقاف التي وزعت مصاحف “مجانا” على المساجد وبعض المؤسسات العمومية والخاصة “تحمل عدة أخطاء”، وأشار هؤلاء في اتصالهم بالخبر إلى أهمية السحب الفوري لهذه النسخ من الأشخاص المستفيدين منها وإعادة تصحيحها، واعتبروا توزيع نسخ تحمل أخطاء فادحة في إطار مشروع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمر “مخجل ويتطلب التدارك سريعا”. وتحمل عينة من المصاحف التي بحوزتنا والتي أصدرت من طرف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف برواية ورش عن نافع والتي نشرت من طرف المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية في 2012، تحمل أخطاء على غرار تكرار سور الإسراء والكهف ومريم وطه والأنبياء مرتين، مقابل عدم نشر سور الحج والمؤمنون والنصف من سورة النور، في حين أسقطت من المصاحف ذات الحجم الكبير سور الصافات و”ص” ونصف كامل من سورة الزمر بحيث انتقلت الصفحة من العدد 444 إلى العدد 461 مباشرة، في حين أغفلت بحسب المختصين العديد من أحكام التجويد والتلاوة وكذا علامات الوقف والسجود وغيرها. وقال جلول حجيمي الأمين العام للنقابة الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، أن هذا الخطأ يتوجب تداركه سريعا، بما لا يجعل الأخطاء المطبعية مبررا لعدم قيام لجنة المراقبة المكلفة من طرف وزارة الشؤون الدينية بدورها.