الوفاء أن يلتزم الإنسان بما عليه من عهود ووعود وواجبات، وقد أمر الله تبارك وتعالى بالوفاء بالعهد، فقال جلّ شأنه: {وأوفوا بالعهد إنّ العهد كان مسؤولاً} الإسراء:34. وقال تعالى: {وأوْفُوا بعَهد الله إذا عاهَدْتُم} النّحل:91. الوفاء له أنواع كثيرة، منها: الوفاء مع الله: بين الإنسان وبين الله سبحانه عهد عظيم مقدّس هو أن يعبده وحده لا يشرك به شيئًا، وأن يبتعد عن عبادة الشّيطان واتباع سبيله، يقول الله عزّ وجلّ: {ألَمْ أعْهَد إليْكُم يا بني آدم ألاّ تعبدوا الشّيطان إنّه لَكُم عَدُوٌّ مبين. وأن اعْبُدُونِي هَذا صِراطٌ مُستقيم} يس:60-61. فالإنسان يدرك بفطرته السّليمة وعقله أنّ لهذا الكون إلهًا واحدًا مستحقًّا للعبادة هو الله سبحانه، وهذا هو العهد الّذي بيننا وبين الله. الوفاء بالعقود والعهود: الإسلام يوصي باحترام العقود وتنفيذ الشّروط الّتي تمّ الاتفاق عليها، وقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ”المسلمون عند شروطهم” رواه البخاري. الوفاء بالكيل والميزان: فالمسلم يفي بالوزن، فلا ينقصه، لأنّ الله تعالى قال: {أوْفُوا الْمِكْيَال والمِيزان بالقِسط ولاَ تَبْخَسُوا النّاس أشياءهم} هود:85. الوفاء بالنّذر: والمسلم يفي بنذره ويؤدّي ما عاهد الله على أدائه. والنّذر هو أن يلتزم الإنسان بفعل طاعة لله سبحانه. ومن صفات أهل الجنّة أنّهم يوفون بالنّذر، يقول تعالى: {يُوفُون بالنّذر ويخافون يومًا كان شَرُّه مستطيرًا} الإنسان:7. الوفاء بالوعد: المسلم يفي بوعده ولا يخلفه، فإذا ما وعد أحدًا، وَفّى بوعده ولم يخلف؛ لأنّه يعلم أنّ إخلاف الوعد من صفات المنافقين. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان” متفق عليه. فأمّا الغدر فهو خُلق ذميم، وأمّا الخيانة فهي عدم الوفاء بالعهود، وهي الغش في الكيل والميزان.. وما شابه ذلك. يقول الله سبحانه وتعالى: {إنّ الله لا يحبّ الخائنين} الأنفال:58. وقال تعالى: {الّذين ينقضون عهْد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمَرَ الله به أن يُوصَل ويُفسدون في الأرض أولئك هُم الخاسرون} البقرة:27.