تتوقع الدول العربية المنقسمة حول الازمة السورية التي حاولت حلها بلا جدوى، توجيه ضربة عسكرية لسوريا، يفترض ان لا تؤدي الى سقوط نظام بشار الاسد كما يرغب كثير منها.وقال استاذ الجامعة الاماراتي، عبد الخالق عبدالله، ان "الدول العربية منهمكة ومنشغلة باوضاعها الداخلية، اما بالنسبة لبعضها الاخر فان ما قد يحدث في سوريا هو اخر همومها"، لافتا الى "ان العرب مستاؤون حيال موقف المجموعة الدولية التي خذلت الشعب السوري، كما انهم لا يودون ان تكون دولة عربية مستهدفة بضربة احادية من دون موافقة الاممالمتحدة".واتهمت جامعة الدول العربية الثلاثاء الماضي دمشق بشن هجوم كيماوي على مناطق يسيطر عليها المعارضون الامر الذي يوفر بشكل ضمني غطاء سياسيا لضربة اميركية ضد سوريا.يذكر ان الجامعة العربية علقت عضوية دمشق في تشرين الثاني 2011 ومنحت مقعد سوريا الى المعارضة.لكن دولا مهمة في الجامعة مثل مصر والجزائر والعراق ولبنان وتونس تؤكد معارضتها التدخل العسكري الاجنبي في سوريا.من جهته، قال ابراهيم شرقية، خبير الازمات الدولية في معهد بروكينغز في الدوحة، ان "الموقف العربي يتصف بالتخبط والفوضى بما يعكس حالة الصدمة التي ما يزال يعيشها العرب منذ حرب العراق عام 2003"، مشيرا الى ان "الشارع العربي على مستوى الشعور يرفض التدخل الاجنبي لكنه مستعد للتعايش معه على المستوى الذهني".والبرهان على ذلك، ان التلويح بضربة عسكرية غربية تستهدف سوريا لم يسفر عن تظاهرات كبيرة في العواصم العربية كما حدث ابان غزو العراق قبل عشر سنوات.وفي حين تقول واشنطن ان العملية العسكرية ستكون محدودة، وهدفها ردع دمشق من استخدام السلاح الكيماوي، تفضل دول الخليج، بقيادة السعودية، التي تعتبر من ابرز الداعمين للمعارضة السورية مع قطر، ان "تكون الضربة قاصمة تسقط نظام بشار الاسد"، وفقا لعبدالله.بدوره، قال رئيس مركز الخليج للابحاث، عبد العزيز الصقر، ان "دول مجلس التعاون الخليجي المساندة للشعب السوري الذي يتعرض للقتل والتدمير مستعدة للمشاركة في تحالف دولي لو طلب منها ذلك"، مجددا التذكير ب"الدور الذي لعبته بعض دول الخليج، وخصوصا قطر والامارات، في ليبيا حيث سقط نظام العقيد معمر القذافي في خريف العام 2011. ولكنه قال ان الولاياتالمتحدة "تعمل لاضعاف النظام السوري وليس لاسقاطه".لكن مصطفى العاني، الخبير في مركز الخليج، قال ان "دور الدول العربية وخصوصا الخليجية منها في عملية عسكرية اميركية تستهدف سوريا سيكون لوجستيا صرفا".ويتمركز الاسطول الاميركي الخامس في البحرين بينما تتخذ القيادة الاميركية الوسطى، ومركزها تامبا في فلوريدا، مقرا لها في قطر حيث تقع قاعدة العديد، اكبر تجمع للقوات الاميركية في الشرق الاوسط.