ألحق انفجار سيارة ملغومة أضرارا بمبنى تابع لوزارة الخارجية الليبية في بنغازي يوم الاربعاء في الذكرى الأولى للهجوم على مبنى القنصلية الأمريكية في ثاني اكبر المدن الليبية. وبعد عامين من الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بمعمر القذافي تعاني البلاد من انقسامات قبلية واقليمية عميقة وعنف مسلح مما جعل الحكومة المركزية في طرابلس تواجه صعوبات في احتواء نفوذ ميليشيات متناحرة ومتشددين إسلاميين.وقال مسؤولو امن محليون ان سيارة محملة بالمتفجرات تركت بجوار المبنى التابع للوزارة حيث فجرت وقت الفجر مما الحق أضرارا بالغة بالمبنى وعدة مبان أخرى في وسط بنغازي. ولم ترد تقارير عن سقوط قتلى أو جرحى.وقالت الحكومة انه بعد ساعات قليلة من انفجار بنغازي ابطلت قوات الامن مفعول قنبلة كبيرة وضعت قرب مقر وزارة الخارجية في حي زاوية الدهماني في شرق العاصمة طرابلس.وقال رئيس الوزراء علي زيدان للصحفيين ان الليبيين لا يمكنهم تجاهل توقيت هذا الانفجار. واضاف انها رسالة واضحة من قوى الارهاب بأنها لا تريد للدولة ولا للجيش ان يقفا على قدميهما.ولم يحمل زيدان أي جماعة بصورة مباشرة المسؤولية عن الانفجار لكنه اشار الى المتشددين الاسلاميين الذين تلقى عليهم المسؤولية عن موجة من تفجيرات السيارات الملغومة استهدفت ضباط الجيش والأمن في الاونة الاخيرة.والى جانب عنف الميليشيات تكافح الحكومة المركزية كذلك لانهاء الإضرابات في قطاع النفط التي اصابت الانتاج في هذا القطاع بالشلل.وقتل اربعة أمريكيين بينهم السفير الأمريكي في ليبيا في هجوم على القنصلية في بنغازي قبل عام.وقالت واشنطن في باديء الأمر إن الهجوم نتج عن احتجاجات مناهضة للغرب. لكن اتضح فيما بعد أن إسلاميين متشددين نفذوا الهجوم في الذكرى الحادية عشرة لهجمات 11 سبتمبر أيلول التي نفذها تنظيم القاعدة في الولاياتالمتحدة.وقال الصديق عبد الكريم القائم بأعمال وزير الداخلية ان الجيش والشرطة يكثفان الاجراءات لوضع حد لتدهور الامن في بنغازي وباقي انحاء البلاد.وتشهد بنغازي ارتفاعا كبيرا في تفجيرات السيارات الملغومة والاغتيالات لضباط الجيش والشرطة وبينهم كثيرون خدموا في الكتائب الامنية للقذافي ثم انضموا للتشكيلات التالية بعد انتفاضة عام 2011.ويقول محللون ان مقاتلين سابقين في صفوف المعارضة ومتشددين يسعون للانتقام من ضباط الامن السابقين الذين خدموا في ظل نظام القذافي ويحاولون تنفيذ القانون بأيديهم بعدما احبطتهم الخطوات المحدودة في تقديم رجال النظام السابق الأقوياء الى العدالة.