استقضت مدينة بنغازي الليبية على انفجار عنيف استهدف مبنى فرع وزارة الخارجية ومباني مجاورة، ألحق بها خسائر مادية كبيرة دون وقوع خسائر بشرية، في تواصل لمسلسل الانفجارات والاغتيالات التي تشهدها عاصمة الشرق الليبي وعدة مدن ليبية. وإلى جانب الأزمة الأمنية التي تشهدها ليبيا، تلوح أزمة سياسية في الأفق أبطالها حزب العدالة والبناء الإخواني ورئيس الحكومة علي زيدان، والتي خرجت إلى العلن منذ زيارة زيدان القاهرة ولقائه بقائد القوات المسلحة والحاكم الفعلي لمصر عبد الفتاح السيسي. ونقلت تقارير إعلامية على لسان مسؤولين أمنيين وشهود عيان، أن الانفجار الذي يتزامن مع الذكرى الأولى لاغتيال السفير الأمريكي، والذكرى الثانية عشر لهجمات سبتمبر، مصدرة “سيارة مفخخة بكميات كبيرة من مادة، تي أن تي، ركنت بجانب مبنى الوزارة المتفرع من شارع جمال عبد الناصر في مدينة بنغازي، وانفجرت فجر أمس مخلّفة به وبالمباني السيادية المجاورة له خسائر مادية جسيمة”. وأضاف المصدر الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه، أن “أضرارا مادية جسيمة لحقت بمبنى فرع مصرف ليبيا المركزي وجهاز المراسم العامة، وبعدد كبير من الشقق السكنية للمواطنين”. ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011، كانت بنغازي، مهد الثورة الليبية، مسرحا لموجة من الانفجارات والاغتيالات والهجمات ضد القضاة وضباط الجيش والشرطة الذين خدموا تحت لواء النظام السابق، إضافة إلى النشطاء السياسيين وعدد من الإعلاميين. واستهدفت العديد من الهجمات الدبلوماسيين والمصالح الغربية والبعثات الدولية العاملة في المدينة. من جهتها، استنكرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية تعرض مقرها بمدينة بنغازي “لاعتداء إرهابي”، أدى إلى أضرار جسيمة. ووصفت الخارجية الليبية في بيان لها، أمس، هذا العمل “بالجبان الذي لا يهدف إلا للنيل من سيادة الدولة وإظهارها بمظهر الفوضى”. وكان البيت الأبيض قد كرم، أول أمس، ذكرى أربعة أمريكيين قتلوا في الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي شرق ليبيا، بينهم السفير كريس ستيفنز، مشددا في الوقت نفسه على وجوب توخي الحيطة عشية الذكرى الثانية عشرة لاعتداءات 11 سبتمبر. وعلى الصعيد السياسي الداخلي في ليبيا، يعكف فريق أزمة في حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين الليبية، على دراسة إمكانية انسحاب وزرائه من الحكومة المؤقتة، عقب أزمة سياسية بين قيادة الحزب ورئيس الحكومة علي زيدان، حسب مصدر في الحزب، وفق تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية. واندلعت الأزمة السياسية بين قيادات العدالة والبناء وبين زيدان، في نهاية الأسبوع الماضي، عقب زيارة زيدان للقاهرة ولقائه الرئيس المؤقت للبلاد عدلي منصور ورئيس وزرائه حازم الببلاوي، وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ما اعتبره الحزب في بيان اعترافًا من الحكومة ب”سلطات الانقلاب على الشرعية” في مصر. وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن “اجتماعًا للهيئة العليا لحزب العدالة والبناء عقد الأحد الماضي في العاصمة الليبية طرابلس، أسفر عن تكليف فريق الأزمة في الحزب بدراسة استمرار الحزب في العمل بوزرائه ضمن الحكومة المؤقتة من عدمه”. وأضاف أن “الفريق منعقد بشكل دائم، على أن يصدر قراره بالخصوص في موعد أقصاه الأحد المقبل”.