قال شهود إن أكثر من ثلاثة آلاف محتج خرجوا إلى شوارع العاصمة السودانية الخرطوم السبت للمطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير بعد أيام من توترات قتل فيها العشرات. وتأتي المظاهرات اليومية الأسبوع الماضي في أعقاب قرار الحكومة برفع الدعم عن الوقود وغاز الطهو. وفي حي بري بالخرطوم تجمع أكثر من ألف شخص للمشاركة في جنازة أحد الضحايا وهو الطبيب صلاح السنهوري من أسرة بارزة لها صلات قوية بالحكومة. وقال شهود إن أكثر من ألفي شخص انضموا إلى الجنازة وهم يرددون "حرية.. حرية" و"الشعب يريد اسقاط النظام" وأغلقوا طريقاً رئيسياً. وفي وقت سابق أعلنت الأجهزة الأمنية السودانية مقتل اربعة متظاهرين الجمعة برصاص مسلحين. ونقلت وكالة الانباء السودانية عن الاجهزة الامنية قولها ان "مسلحين لم تعرف هوياتهم اطلقوا النار الجمعة على متظاهرين في الخرطوم بحري وفي الخرطوم وام درمان وقتلوا اربعة متظاهرين". ويجوب مدنيون مسلحون وقوات أمن ببنادق شوارع الخرطوم في وضح النهار ويحرسون الأسطح. واتهم نشطاء من المعارضة حزب المؤتمر الوطني الذي ينتمي إليه البشير بالسرقة وتسليح ميليشيات لاثارة المواطنين على المحتجين. وأفلت البشير الذي جاء إلى السلطة بعد انقلاب في عام 1989 من انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت بحكام دول بالمنطقة لكن الغضب بسبب الفساد والتضخم المتزايد تصاعد. وظل البشير في السلطة رغم تمرد وعقوبات تجارية فرضتها الولاياتالمتحدة وأزمة اقتصادية ومحاولة انقلاب العام الماضي وأمر اعتقال صادر بحقه من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وما زال يتمتع بدعم الجيش وحزبه والكثير من رجال الأعمال. ونقلت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن والمركز الإفريقي لدراسات العدل والسلام ومقره نيويورك عن شهود وأقارب قتلى وأطباء وصحفيين قولهم إن 50 شخصا على الأقل قتلوا بالرصاص في الصدر أو الرأس بحلول مساء يوم الخميس.