المرزوقي يحذّر من ملء المتطرفين الفراغ الذي قد يتركه الإخوان عادت الضبابية لتلف المشهد السياسي في تونس رغم إعلان اتحاد الشغل والمنظمات الراعية للحوار، ترحيبها بقبول النهضة الصريح لمبادرة الرباعية، قبل أن تصدر الحكومة بيانا تؤكد فيه أن استقالتها الفورية ليست واردة. يؤكد زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي في تصريح ل"الخبر”، أن الحكومة لن تستقيل قبل الاتفاق على البديل واستكمال المسار الانتقالي أولا، مما يضع اتحاد الشغل في موقف حرج، خاصة وأنه فشل في تنظيم مظاهرات بالحجم الكبير الذي كانت تسوّق له وسائل الإعلام المحلية. وصرح لطفي زيتون، وهو مسؤول كبير بحركة النهضة لرويترز، “بعد لقاء رئيس الحركة الشيخ راشد الغنوشي رئيس النهضة، قبلت الحركة خطة اتحاد الشغل دون تحفّظ سعيا لإخراج البلاد من أزمتها السياسية والاقتصادية”. وتنص مبادرة اتحاد الشغل الذي يقود جهودا للوساطة على بدء مفاوضات مع المعارضة، تنتهي خلال ثلاثة أسابيع، باستقالة الحكومة والاتفاق على موعد لإنهاء الدستور والانتخابات المقبلة. وتوقّعت أوساط إعلامية أن تعلن الحكومة استقالتها خلال أول جلسة للحوار، على أن تبقى حكومة تسيير أعمال لثلاثة أسابيع قبل أن تتخلى نهائيا لحكومة انتقالية يتم التوافق عليها خلال الحوار، وستكون الحكومة المقبلة متكونة من مستقلين. لكن زعيم حركة النهضة صرح ل"الخبر”، أن استقالة الحكومة غير واردة قبل الاتفاق على البديل، أي الاتفاق على رئيس حكومة محايد ويتم اختيار أعضاء الحكومة، وفي نفس الوقت يعود النواب ال60 المنسحبون من المجلس التأسيسي لاستكمال صياغة مسودة الدستور التي ستعرض على استفتاء شعبي، والتوافق على لجنة الانتخابات وتحديد موعد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، حينها فقط تستقيل الحكومة حسب رؤية حركة النهضة على الأقل قبل بدء جلسات الحوار. على صعيد آخر، قال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي إن ما شهدته مصر مؤخرًا من عزل الرئيس محمد مرسي لن يحدث في تونس، قائلاً “ما شهدته الثورة المصرية غير قابل للتكرار في تونس. بلادنا مختلفة تمامًا، والاختلافات واضحة بين مصر وتونس وليبيا، على المستوى الاجتماعي والسياسي، وبالتالي النتائج لن تكون واحدة؛ فهناك أكثر من ربيع عربي، وليس ربيعًا عربيًا واحدًا”. وأضاف المرزوقي في بيان صادر، أمس، عقب لقاء عقده مع وفد من مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي على هامش مشاركته، الأسبوع الماضي، في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن “إبعاد الإخوان عن الساحة السياسية باعتبارها الفصيل المعتدل، يعطي الفرصة لقيام المتطرفين بملء الفراغ الذي تتركه دون منافس لها، مما يشكّل خطورة على الوضع في مصر والمنطقة والغرب”.