غار ثور هو الغار الّذي أوى إليه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وأبو بكر رضي اللّه عنه، وهما في طريقهما إلى المدينة في رحلة الهجرة النّبويّة، فدخلا فيه حتّى إذا هدأ طلب قريش لهما تابعَا طريقهما. وفي أثناء وجودهما في الغار جاءت قريش تبحث عنهما، حتّى وقفت على فم الغار، إلاّ أنّ اللّه ردّها بفضله وقدرته، يقول أبو بكر رضي اللّه عنه: لو أنّ أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه. فقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ”يا أبا بكر ما ظنُّك باثنين اللّه ثالثهما” رواه البخاري ومسلم. وقد ذكر اللّه تعالى هذه الحادثة في كتابه فقال سبحانه: {إلاّ تَنصُروه فَقَدْ نَصَرَهُ اللّه إذْ أخْرَجَه الّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إذْ هُمَا فِي الْغَارِ إذْ يَقُول لِصَاحِبِه لاَ تَحْزَن إنَّ اللّه مَعَنَا فأنْزَلَ اللّه سَكِينَتَهُ عليه وأيَّدَهُ بجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَة اللّه هِيَ العُلْيَا وَاللّه عَزِيزٌ حَكِيم} التوبة:40. ويقع غار ثور على بعد نحو أربعة كيلومترات عن مكّة المكرمة في الجهة الجنوبية من المسجد الحرام، وارتفاعه نحو 748م من سطح البحر، وهو عبارة عن صخرة مجوفة ارتفاعها 1,25م، وله فتحتان فتحة في جهة الغرب وهي الّتي دخل منها النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وأبو بكر رضي اللّه عنه وفتحة من جهة الشرق.