يعتزم المخرج السوري بسام الملا إطلاق جزء سادس من مسلسل ”باب الحارة”، بعد توقف دام لأربعة مواسم. ونقل الموقع الإخباري ”النشرة” اللبناني أن المخرج الملا بالفعل سيقوم بإطلاق الجزء السادس من المسلسل، لكن في أمكنة مختلفة عما سبق نظرا لاحتدام المعارك بين النظام السوري والمعارضة. يواجه المخرج السوري بسام الملا العديد من التحديات لإطلاق الموسم السادس للمسلسل الذي حقق نسب مشاهدة جد عالمية ”باب الحارة”، ومن أبرز التحديات التي تقف أمام تصوير الجزء الجديد الخراب الكبير الذي حلّ بالعديد من المدن السورية، منها المناطق التي تم اعتمادها في تصوير مشاهد الأجزاء الخمسة الأولى. وفي هذا الإطار أوردت الصحيفة الإلكترونية أن المخرج قرر ”تصوير المشاهد الداخلية في دمشق القديمة التي لا تزال صامدة رغم الحرب”، ولكن بالمقابل سيضطر فريق ”باب الحارة” إلى التنقل إلى خارج سوريا من أجل تصوير المشاهد الخارجية. ولم تكشف الصحيفة التي قالت إنها استقت معلوماتها من مصادر جد مقربة من فريق عمل المسلسل، اسم الدولة التي سيتم فيها تصوير المشاهد الخارجية ولا تاريخ بدأ عمليات التصوير. من جهة ثانية، لا تزال مواقف الفنانين السورين من الأزمة السورية التي قاربت على دخول عامها الثالث تشكل حرجا كبيرا للدراما السورية، في خضم الأحداث دفعت بالعديد من نجوم وأبطال مسلسل ”باب الحارة” لإطلاق تصريحات نارية، منها تؤيد النظام على غرار الممثل عاصم حواط الذي اعتبر الأزمة السورية ”مؤامرة تحاك حول سوريا يقودها مندسون بهدف تقسيم سوريا”، وتصريحات أخرى تنقلب على النظام السوري، كموقف الفنان السوري عباس النوري الواضح ضد نظام الرئيس بشار الأسد الذي وصفه بالنظام الذي لا يحتمل النقد، ما جعل ردة فعله عنيفة تجاه المتظاهرين”. كما قال عباس الذي أدى دور أبو عصام في الأجزاء الثلاثة الأولى: ”الأسد لم يستمع لأبنائه فوصل الحال السوري إلى أعلى درجات الدمار والخراب”. بينما قادت الأزمة السورية العديد من أبطال ”باب الحارة” إلى مغادرة سوريا، على غرار الفنانة أناهيد فياض ذات الأصول الفلسطينية والتي شاركت في جميع أجزاء ”باب الحارة”، التي تظل مشاركتها في الجزء السادس، إن تم، مرهونة بعودتها إلى سوريا بعد أن قررت مغادرة دمشق متجهة إلى غزة، وهو ما فسر إعلاميا على أنه هروب من الحرب، غير أن أناهيد سارعت لتبرير تواجدها في غزه عبر إصدار بيان قالت فيه: ”هذه الزيارة لا علاقة لها من قريب ولا من بعيد بما يحدث في سوريا”. وتأتي رغبة المخرج في إعداد الجزء السادس لتحدي واحدة من الأحداث المؤسفة التي تعرض لها أحد أبطال ”باب الحرة” الممثل محمد رافع، بطل الأجزاء الثلاثة لباب الحارة عن دور ”إبراهيم”، الذي شكل مقتله صدمة حقيقة لجمهور المسلسل، سيما وأن العملية جاءت على يد مسلحي المعارضة الذين تمكنوا من قتله بتهمة إعطاء معلومات عن المتظاهرين والناشطين. ويبقى تجسيد الجزء السادس ل”باب الحارة” مرهونا بموجة الحرب، وتسارع وتيرة الأحداث في سوريا، بينما قد يستفيد المخرج من حيادية العديد من نجوم المسلسل الذين التزموا الصمت وقاموا بالتلويح في العديد من المنابر الإعلامية براية الحياد، على أمل أن تقوى شوكة النظام السوري ضد المعارضة، وفي ذلك الوقت يتم إعلان التأييد والولاء المطلق للنظام السوري بكل حرية، على غرار أبطال المواسم الخمسة: الفنان ميلاد يوسف، والفنانة صباح الجزائرية، والفنان أسامة حلال والفنان وائل شرف وأيمن بهنسي، وغيرهم من الذين التزموا الصمت تجاه الأحداث الدامية. وكان مسلسل باب الحارة بدأ في العام 2006، وأنتج منه خمسة أجزاء آخرها في العام 2010، ورافقه غياب نجوم وظهور نجوم آخرين، وسط توقعات بعودة شخصيات كانت قد ماتت على ذمة القصة. الأمر الذي لن تعرف حقيقته قبل الكشف عن فحوى نص الجزء السادس.