في أول رد فعل لها على تعرض مبنى السفارة الروسية بالعاصمة الليبية طرابلس لهجوم مسلح، قامت موسكو بإجلاء كل موظفيها وأسرهم العاملين في ليبيا، وقالت الخارجية الروسية إن دبلوماسييها في البلد المجاور تونس هم من سيتولى متابعة علاقاتها مع طرابلس. وضمن هذا السياق قال السفير الروسي لدى ليبيا، إيفان مولوتكوف، “إن إجلاء الدبلوماسيين لا يعني قطع الاتصالات الدبلوماسية مع ليبيا”. وأضاف في تصريحات للصحفيين عند وصوله يوم أمس إلى موسكو على متن طائرة تابعة لوزارة الطوارئ الروسية، “اتخذنا قرارًا بمغادرة ليبيا والعودة إلى موسكو بشكل مؤقت لدوافع أمنية”. وعن دوافع هذا الحادث الذي لم تتضح أبعاده الحقيقية لحد الآن، تحدثت العديد من المصادر على أنه مجرد رد فعل انتقامي من امرأة روسية عاملة بسفارة بلادها بطرابلس أقدمت على قتل ضابط في الجيش الليبي. للإشارة ليس هذا هو الحادث الأول الذي تتعرض له السفارات بالعاصمة الليبية، حيث سبق وتعرض مبنى القنصلية الأمريكية في بنغازي العام الماضي إلى هجوم مسلح متبوع بأعمال حرق وتخريب خلف مقتل أربعة أشخاص كان من بينهم السفير الأمريكي. وفي وقت لاحق من هذا الحادث، هوجمت السفارة الفرنسية بطرابلس في شهر أفريل الماضي بسيارة مفخخة، وقد تسبب الحادث في إصابة حارسين فرنسيين وعدد من السكان بجروح، لتستهدف بعد ذلك السفارة الإيطالية بسيارة مفخخة انتبه لها قبل انفجارها. وفي تطور آخر نفى وزير خارجية ليبيا أن يكون قد قال للسفير الروسي بطرابلس إنهم لا يستطيعون حماية السفارة، وإنما نبهه إلى خطورة الأوضاع فقط، واقترح عليه نقل الروس إلى موقع مختلف، كمجمع آخر أو فندق “كإجراء احترازي”.