أعرب الرئيس باراك أوباما أمس عن ثقته بتوصل الديموقراطيين والجمهوريين إلى تفاهم يمنع توقف الإدارة الفيديرالية عن تسديد مستحقاتها المالية برفع لسقف الدَيْن الحكومي بحلول مهلة 17 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، على رغم التعطل الجزئي الذي تسبب فيه خلاف الحزبين على موازنة جديدة. وأقر مجلس النواب الأميركي مشروع قانون يسمح بتسديد كل متأخرات الرواتب للموظفين الفيديراليين عن المدة التي يشملها التعطيل القسري. وقال أوباما في مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» إنه مستعد للتفاوض على تعديلات لخطة إصلاح التأمين الصحي المعروفة باسم «أوباما كير» والتي يريد الجمهوريون تجميدها، وكذلك على خفض للنفقات الفيديرالية يرغبون فيه، لكنه شدد على أنه لن يساوم حتى يعيد الكونغرس فتح أبوابه ويرفع سقف الدَيْن. وحضّ الأميركيين على مواصلة التسجيل وفق «أوباما كير» التي يعتبرها من أبرز إنجازات ولايته الأولى.وكان الرئيس الأميركي وصف أمس إغلاق الحكومة الفيديرالية ب «المهزلة»، داعياً الكونغرس إلى تمرير الموازنة كي «ندفع فواتيرنا». وجدّد في خطابه الإذاعي الأسبوعي تحميل الجمهوريين مسؤولية إغلاق الحكومة الذي بدأ الثلثاء الماضي، في ظلّ عدم موافقة الكونغرس على الإنفاق لما بعد 30 أيلول (سبتمبر). وقال: «لندع الأميركيين الذين يتعاملون مع عواقب الإغلاق في العالم الحقيقي يتكلمون»، مشيراً إلى تلقيه آلاف الرسائل من مواطنيه حول هذا الموضوع، وقرأ بعضاً منها.وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان توقف بعض نشاطات الحكومة الاميركية «أمر موقت» ولا يغير من التزام الولاياتالمتحدة إزاء آسيا أو أي مناطق أخرى. وينوب كيري عن أوباما الذي ألغى جولته على آسيا بما في ذلك زيارته لجزيرة بالي الاندونيسية التي يعقد فيها اجتماع زعماء آسيا والمحيط الهادي (آبيك) بسبب توقف بعض نشاطات الحكومة الاميركية. لكنه أضاف ان استمرار توقف بعض نشاطات الحكومة لفترة طويلة أو تكراره يشكّك في قدرة الولاياتالمتحدة على «البقاء في المسار».وبينما نفى السيناتور الاميركي السابق ومرشح الرئاسة الاميركية أي تأثير في المدى البعيد لتوقف بعض النشاطات الحكومية، حذر من ان الأمر سيؤخر تسديد مبالغ للمساعدات الامنية لاسرائيل وتمويل قوة لحفظ السلام ترأسها الولاياتالمتحدة في شبه جزيرة سيناء بمصر. وقال ان وزارة الخزانة الاميركية التي تشرف على تطبيق العقوبات على إيران اضطرت الى منح إجازة لجميع العاملين فيها تقريباً أثناء توقف النشاطات. وقال ان هذا الامر يأتي في وقت تحاول الولاياتالمتحدة اعادة التواصل مع طهران لإيجاد حل للنزاع على برنامج الاسلحة النووية. وكان البيت الأبيض أعلن أول من أمس ان مكتب وزارة الخزانة المسؤول عن تنفيذ العقوبات الأميركية بما فيها العقوبات على إيران وسورية، غير قادر على الاضطلاع «بأعماله الأساسية» بسبب الإجازات التي منِحت للموظفين نتيجة توقف نشاطات أجهزة حكومية فيديرالية.