ألغى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، جولة كان يعتزم القيام بها إلى آسيا، تشمل أندونيسيا لحضور قمة بالي ثم مملكة بروناي، بسبب استمرار الأزمة المالية التي دخلت يومها الخامس دون بريق أمل لانفراجها، بعد أن رفض النواب الجمهوريون المصادقة على ميزانية العام القادم. وأكدت الحكومة الأمريكية، أن الرئيس أوباما اضطر إلى اتخاذ مثل هذا القرار، بسبب حساسية الظرف الذي تمر به البلاد، وكلف وزيره للخارجية جون كيري لاستخلافه في هذه الجولة. وعندما نعلم أن الرئيس الأمريكي ألغى حضوره في قمة "منتدى التعاون لدول آسيا والمحيط الهادي" بأندونيسيا وقمة "جمعية أمم آسيا وجنوب شرق آسيا" بمملكة بروناي، ندرك أن الأزمة خطيرة، بعد أن شلت الدولة الفيدرالية ولم تعد قادرة على الدفع، بسبب رفض نواب الحزب الجمهوري المصادقة على قانون الميزانية للعام 2014. يذكر، أن الرئيس الأمريكي أبقى على محطتي اندونيسيا وبروناي، بعد أن ألغى محطتي ماليزيا والفلبين، قبل أن يلغي جولته من أساسها. وجاء قرار الرئيس الأمريكي، بعد أن حذرت وزارة الخزانة الأمريكية من كارثة حقيقية قد تؤدي إلى "غرق الاقتصاد" بدرجة تفوق ما حصل خلال الكساد العظيم، في حال فشل الكونغرس في رفع سقف الدين الفيدرالي، وبالتالي عجز البلاد عن سداد التزاماتها المالية. وأكد تقرير وزارة الخزينة، أن العجز يمكن أن يجمد قدرة البلاد على دخول أسواق الدين، وبالتالي انهيار قيمة الدولار وارتفاع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها، مما يتعين على الكونغرس رفع سقف الدين قبل 17 أكتوبر، وإلا ستكون الحكومة تحت طائلة العجز عن الإيفاء بالتزاماتها المالية. ويرفض أغلبية نواب الحزب الجمهوري في مجلس النواب، رفع سقف الدين في سياق قبضة محتدمة مع إدارة الرئيس باراك أوباما حول الموازنة منذ الاثنين الماضي. وقال جاكوب لي وزير الخزانة إن "تأخير رفع سقف الدين حتى اللحظة الأخيرة، هو بالتحديد ما لا يحتاج إليه اقتصادنا". ولم يجد الرئيس الأمريكي حرجا في اتهام رئيس مجلس النواب الجمهوري جون بينر بكونه "الوحيد الذي يمنع الحكومة من إعادة فتح أبوابها"، في إشارة إلى تسريح قرابة مليون موظف وإحالتهم على عطلة مفروضة.