افتتحت تركيا اليوم، أول خط سكك حديدية في العالم تحت الماء، بين قارتين، يربط آسيا بأوروبا، ويتيح تحقيق مشروع حلم به السلاطين العثمانيون قبل ما يزيد على قرن من الزمان.ويمتد الإنجاز الهندسي الذي يعرف باسم نفق مرمرة، مسافة 13 كيلومترا على عمق نحو 60 مترا تحت مضيق البوسفور، ويربط شطري أسطنبول الآسيوي والأوروبي. وسينقل ركاب القطارات في أكبر مدينة في أوروبا وسيخدم في وقت لاحق القطارات السريعة وقطارات البضائع.وقال أردوغان في افتتاح المشروع اليوم، الذي يصادف ذكرى مرور 90 عاما على تأسيس الجمهورية التركية "اليوم نحقق حلما راودنا 150 عاما بتوحيد القارتين وشعوب هاتين القارتين".والنفق الذي تكلف 5.5 مليار ليرة (2.8 مليار دولار) هو أحد "المشاريع الكبرى" لتركيا، وهي سلسلة مشاريع إنشائية تهدف إلى تغيير وجه تركيا.ومن بين هذه المشاريع شق قناة بطول 50 كيلومترا ستحول نصف أسطنبول لجزيرة، وبناء مطار سيكون واحدا من أكبر مطارات العالم ازدحاما، ومسجدا ضخما على قمة تل في أسطنبول.وتجري الآن دراسة خطط لبناء محطات كهرباء نووية، ويجري العمل في مد جسر ثالث على مضيق البوسفور، أدى بناؤه بالفعل إلى قطع مليون شجرة.أغضبت هذه الخطط خصوم أردوغان، الذين وصفوها بأنها "مشاريع فرعونية" وأنها من مظاهر أسلوب للحكم يزداد استبدادا، ويحذرون من كوارث بيئية في واحدة من أكثر دول العالم تعرضا للزلازل، ويتهمون أردوغان بتجاوز مخططي المدينة وتدمير تاريخها بالجرافات لإفساح السبيل "لمشروعات تافهة في مدينة عريقة كانت عاصمة الإمبراطورية البيزنطية وأصبحت بعد الفتح الإسلامي عام 1453 حاضرة الإمبراطورية العثمانية".