كل شخص يحتاج للكربوهيدرات، تبعا لمتطلبات ترتبط بالعمر والطول والوزن ومستوى النشاط البدني، وذلك لتلبية الاحتياجات الخاصة بالجسم. وإذا كان الشخص مصابا بداء السكري فيجب أن يعرف أن بعض الأطعمة تؤثر على نسبة السكر في الدم. وهذا طبعا لا يمنع مريض السكري من اتباع نظام غذائي متوازن، حيث ينبغي أن يكون للكربوهيدرات مكان بارز، حيث تمثّل حوالي 50٪ من إجمالي استهلاك الطاقة للشخص، وهي الوقود المفضّل للجسم، بعدما يتم هضمها وانتقالها إلى مجرى الدم على شكل غلوكوز. من المستحسن أن تستهلك الكربوهيدرات المعقدة في كل وجبة، باختيار الأطعمة ذات مؤشر نسبة السكر في الدم منخفضة أو معتدلة. كما ينبغي تقسيم الكربوهيدرات على مدار اليوم، على ثلاث وجبات على الأقل، ويجب أن تستهلك بكميات معقولة خلال كل وجبة. ولا ينبغي أن تستهلك الكربوهيدرات لمفردها، بل مع غيرها من الأطعمة، خاصة التي تحوي على الألياف، ومن الممكن تناول الحلوى، لكن بكمية محدودة وفي نهاية وجبة الطعام كتحلية. نجد الكربوهيدرات بشكل طبيعي في كثير من الأطعمة، مثل الحبوب والأرز والعجائن والخبز، البسكويت، وكذا البقوليات مثل العدس والحمص والفول، بالإضافة إلى الفواكه وعصائر الفواكه وبعض الخضروات والحليب. وفيما يخص الكربوهيدرات المضافة، فإنها تتسبب في كثير من الأحيان في ارتفاع السكر في الدم، كما هو الحال في العديد من الأطعمة، مثل السكر المضاف في المشروبات الغازية والعصائر والشوكولاتة والحلويات. والتي من الأفضل تجنّبها لأنها تعتبر طاقة فارغة، أي لا تمدنا بأي قيمة غذائية مهمة بالإضافة إلى أنها تتسبب في الكثير من المشاكل الصحية. أما الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات القليلة أو التي تكاد تكون فيها معدومة، فمنها اللحوم والدواجن والأسماك والبيض والخضروات، فالكربوهيدرات عموما موجودة بكميات صغيرة في الخضروات، التي في الغالب ليس لها تأثير أو يكون منخفض جدا على نسبة السكر في الدم، وبالمقابل هي مصدر لقيمة غذائية عالية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الألياف التي تحتويها الخضار تساعد على إبطاء امتصاص الكربوهيدرات في الوجبة، وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى تحسين السيطرة على نسبة السكر في الدم بعد تناول الوجبة الغذائية. يُسمح لمريض السكري باستهلاك الدهون بحذر، والتي تتميز بحوالي 2 مرات أكثر من السعرات الحرارية من الكربوهيدرات. ومن الأطعمة المصنفة في مجموعة الدهون (زيت وزبدة وسمن والمايونيز والمكسرات والبذور)، مع استهلاك اللحوم الأقل نسبة من الدهون، مثل اللحوم البيضاء، مع تفضيل الأسماك وتقليل الصلصات وكذا كمية الجبن. وننصح بالتعوّد على طهي الطعام دون الدهون. [email protected]