يعدّ الحساء طعاما مفضّلا في حالة الطقس البارد لخصائصه الصحية العديدة، ويمكن أن يساعدنا على تحقيق توازن غذائي أفضل. فحساء الخضار مثلا، حتى وإن تناولناه بكمية كبيرة، يبقى منخفض السعرات الحريرية، التي عادة ما تكون بين 30 و50 سعرة حريرية لكل 100 غرام، أو أقل من 100 سعرة حريرية لكل حصة. كما أنه يحتوي على كميات كبيرة من الماء، لا تقل عن 90 بالمائة، ويساعد على تلبية احتياجاتنا اليومية من هذه المادة الحيوية، خاصة للمسنّين، وتناوله بانتظام مع الاهتمام باختيار الخضروات الطازجة. ويتمّ إعداد معظم الحساء مع الخضار والبطاطا والجزر، وقد يوفّر لنا العديد من الفيتامينات والمعادن والألياف والمغذّيات المختلفة، ويسهّل بإدراج الخضروات للأطفال، فهو وسيلة جيدة لأكل الخضروات لأولادنا. كما يساعدنا، أيضا، على تحقيق الاستهلاك اليومي من الألياف الغذائية، وترتكز القيمة الغذائية للحساء تبعا لنوع المستحضرات المستعملة فيه، وبشكل عام صحن من الحساء يتميز بقلة السعرات الحرارية، ومنخفض الدهون المشبعة ويوفّر لنا الفيتامينات والبوتاسيوم وحامض الفوليك والألياف وبإضافة الجزر ستتحصل على البيتاكاروتين. كما هو نسبيا فقير من فيتامين ج، ولتعويضه يمكن رشّ البقدونس من فوقه. تناول حساء الخضروات الغني بالفيتامينات ومضادات الأكسدة يكون لديه تأثير وقائي ضد أمراض القلب والشرايين، كما يمكن للألياف أن تحدّ من امتصاص الأمعاء للكولسترول، وينصح بامتياز للسكري ولمشكل الدهون الثلاثية، ومن أجل صحة أحسن يجب التقليل من الملح المضاف. يجب أن ندرك بأن أي طعام يؤكل وحده لا يكفي لتلبية كل الحاجيات الغذائية التي يحتاجها الجسم، فالحساء مثلا، والأغذية الأخرى كالأسماك أو اللحوم أو النشويات لا يمكن أن تستهلك في عزلة، فاتباع نظام غذائي متنوع، بما في ذلك البروتينات والكربوهيدرات والمعادن والفيتامينات والدهون، يستطيع أن يمدّ الجسم بجميع العناصر اللازمة للنمو. أما حمية الحساء المتّبعة لنقص الوزن يمكن أن تكون خطرة جدا على الصحة. لأن أكل الحساء لوحده فقط لمدة أسبوع أو أكثر، مع عدم وجود الكربوهيدرات، يكون هناك احتمال وقوع مخاطر نقص السكر في الدم كبيرة، إلى جانب التعب والدوخة، وعدم الراحة مع مخاطر عالية من استعادة الوزن.