أعلنت الداخلية الليبية، أمس، تعرض مسؤول الشؤون الإسلامية، العقيد كمال بزارة، لمحاولة اغتيال بمدينة بنغازي، وأوضحت أن مجموعة مجهولة الهوية قامت بوضع عبوة ناسفة في سيارة المسؤول الأمني بوزارة الداخلية، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة فور حدوث الانفجار، فيما أشارت مصادر إعلامية ليبية إلى إقدام جماعة مسلحة مجهولة الهوية باختطاف أحد عمال الشركة التونسية للطيران العاملين بمدينة سبها. في وقت تعالت أصوات في ليبيا تندد بما أسمته “إخفاق رئيس الوزراء علي زيدان في مهمته”. تأتي هذه التطورات الأمنية في الوقت الذي أصدرت هيئة تُطلق على نفسها تسمية “النزاهة وإصلاح الجيش الليبي” بيانا أوردت فيه قائمة بأسماء ضباط وقيادات بالجيش الليبي تطالب بتنحيهم لعدم توفرهم على معايير النزاهة، والمتمثلة أساسا في المشاركة إلى جانب قوات العقيد القذافي في وجه ثوار 17 فيفري، الأمر الذي لا يؤهلهم وفقا للبيان إلى الانضمام إلى صفوف الجيش الليبي الجديد، كما جاء في البيان الدعوة إلى إحالة من أشارت إليهم إلى المحكمة العسكرية لإعلان فصلهم النهائي من الجيش وتسليط ما يلزم من عقوبات عليهم. وبينما تسعى الهيئة المذكورة إلى تنقية صفوف الجيش الليبي وتعزيز مكانته ودوره في الحياة العامة الليبية لاستعادة الأمن، تعالت أصوات قيادات سياسية ليبية تندد بما أسمته “إخفاق رئيس الوزراء علي زيدان في مهمته”، بسبب ما اعتبرته عدم قدرته على السيطرة على الوضع الأمني، في إشارة إلى استمرار خرق الميليشيات لقوانين الدولة وتحدي المؤسسات الأمنية، في مقدمتها الجيش والشرطة. وفي هذا السياق ذكرت الصحافة الليبية أن جماعة مسلحة حاصرت أول أمس الجمعة، منشآت نفطية، فيما نظمت مجموعات محسوبة على التيار الإسلامي مظاهرة، في مدينة بنغازي تطالب بإسقاط حكومة علي زيدان. في المقابل، اتهم، عبد المجيد مليقطة، أحد قيادات حزب تحالف القوى الوطنية، والذي يقوده محمود جبريل رئيس الوزراء السابق وحليف حكومة علي زيدان في البرلمان الليبي، بالفشل وعدم القدرة على السيطرة على الوضع العام في البلاد، مطالبا إياه بإيجاد حلول سريعة للأزمات التي تعاني منها ليبيا، من خلال التشاور مع الشركاء السياسيين في البلد، مضيفا في حديثه للصحافة الليبية أن “علي زيدان بات يتصرف بشكل منفرد دون التشاور حتى مع حلفائه”، فيما يرى المتابعون للشأن الليبي السياسي أنها المرة الأولى التي يذهب أحد قادة حزب تحالف القوى الوطنية لانتقاد أداء رئيس الوزراء بهذا الشكل، في تأكيد على أن أي تراجع لدعم الحزب لعلي زيدان قد يفتح الباب أمام تحالف استراتيجي مع حزب العدالة والبناء، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، التي طالما طالبت بإسقاط حكومة زيدان واستبدالها بأخرى، وإن كان الخلاف بين الحزبين جوهريا، باعتبار أن العدالة والبناء إسلامي محافظ وحزب تحالف القوى الوطنية الذي يقوده محمود جبريل محسوب على التيار الداعي إلى الدولة المدنية.