لبى 50 ألف مساعد تربوي أمس نداء التنسيقية الوطنية بمقاطعة المسابقة المهنية للترقية، حيث رفضوا الالتحاق بقاعات الامتحان لينقلوا احتجاجهم بعدها إلى مديريات التربية، حيث نددوا ب “التمييز” الحاصل بين الأسلاك، متوعدين الوزارة بالرد بقوة في 29 ديسمبر تاريخ تنظيم اعتصام بملحقة رويسو بالعاصمة. أوضح المنسق الوطني للتنسيقية الوطنية للمساعدين التربويين مراد فرطاقي ل “الخبر” أن نسبة الاستجابة لمقاطعة الامتحان بلغت 100%، وهو مؤشر إيجابي للتنسيقية التي حققت التفافا واسعا للعمال بممثليهم، و “رد صريح وواضح للوصاية بأن ما أقدمت عليه سيفتح عليها النار”، مؤكدا على المشاركة الواسعة في رد واضح على أن المساعدين يرفضون مناصب “الكوطة” ويتمسكون بحق كل المساعدين التربويين دون استثناء في الترقية إلى الرتبة 10 كمشرف تربوي دون المرور على المسابقة، مثلما تم دمج باقي الأسلاك التربوية الأخرى دون شروط. وتوعد المتحدث بالرد بقوة في اعتصام 29 ديسمبر، وربط ذلك بحالة “الغضب” التي تجتاح سلك المساعدين، محذرا في ذات السياق من عواقب تأجج الوضع الذي سينعكس سلبا على المؤسسات التربوية، خاصة أن المساعد التربوي أصبح العمود الفقري لكل مدرسة بالنظر للمهام التي يقوم بها. ففي ولاية جيجل، قاطع أمس أزيد من 270 مساعد تربوي الاختبار المهني الذي كان مبرمجا إجراؤه بمتوسطة بن يحيى لترقية 19 منهم إلى رتبة مشرف تربوي، وعبر المعنيون عن رفضهم المطلق لقرار إجراء الاختبار المذكور، وأصروا على مطلبهم المتعلق باستفادتهم من الترقية الآلية إلى رتبة مشرف. وفي ولاية البويرة اعتصم عشرات المساعدين أمام مديرية التربية للرد على تماطل الجهات الوصية في تجسيد لائحة مطالبهم رغم النداءات المتكررة للتنسيقية، بإدماج كل المساعدين التربويين في الرتبة القاعدية المستحدثة 10، وتثمين الخبرة المهنية في كل المستويات والشهادات العلمية، وكذلك الحال بالنسبة للخبرة المهنية للمساعدين المنحدرين من سلك التدريس. أما بولاية برج بوعريريج، فقاطع المساعدون التربيون الامتحان ليتنقلوا بعدها من مركز الإجراء لمديرية التربية ويعتصموا بمقرها، وطالبوا خلالها الوزارة بفتح قوائم التأهيل وفقا للخبرة. وفي حديثة مع المعتصمين، اعترف مدير التربية بأنهم العمود الفقري في المؤسسة التربوية ورجال كل المهمات داخلها، واعدا بالتكفل بكل المشاكل المحلية وتبليغ مطالبهم الوطنية للوصاية. موازاة مع ذلك قاطع بعض النظار امتحانات التأهيل لمنصب مدير الثانوية احتجاجا على ما وصفوه بإجحاف الوزارة في حقهم، كما قاطع المقتصدون ونواب المقتصدين امتحانات التأهيل للمناصب المفتوحة. بولاية غليزان امتنع 400 مساعد تربوي عن الدخول إلى قاعات الامتحان مطالبين بضرورة الدمج المباشر، لاسيما أن عدد المناصب التي استفادت منها ولاية غليزان المقدرة ب17 منصبا ضئيل مقارنة بعدد العاملين في هذه الرتبة. ونفس الاحتجاجات سجلتها ولاية سيدي بلعباس حيث اعتصم ما يزيد عن 170 مساعد أمام مديرية التربية، كما قاطع مستشارو التوجيه والإرشاد المدرسي بالولاية المسابقة الخاصة بالالتحاق برتبة مفتش التوجيه المدرسي والمهني، كما تجمهر المساعدون في ولاية الشلف أمام مقر مديرية التربية لرفع المطالب المذكورة، ونفس الاعتصامات سجلت بولايات سطيف، ميلة، باتنة، خنشلة، تيزي وزو، سعيدة وغيرها، صنع خلالها المساعدون التربوية الحدث بمقاطعة المسابقة. نفس المقاطعة أقدم عليها أساتذة التعليم التقني للترقية إلى رتبة أستاذ التعليم الثانوي، وبهذا الخصوص صرح رئيس نقابة “سناباست” مزيان مريان ل “الخبر” أن المقاطعة شرعية لأن هذه الفئة كان يفترض أن تحول إلى هذه الرتبة في التسعينات تاريخ صدور القرار، وبذلك لن تثمن الخبرة عند هذه الفئة وهم اليوم على مشارف التقاعد.