قال الوزير الأول عبد المالك سلال إنه ”يلزمك أن تكون بوتفليقة حتى تنجز سياسة المصالحة الوطنية”، في دفاعه عن حصيلة رئيس الجمهورية أمام أفراد من الجالية في باريس، وذكر سلال يقول ”أنا أشهد على ذلك، كنت وزيرا للداخلية وكان الجزائري يدخل منزله قبل السادسة مساء”، وفي سياق آخر عبّر عن رفض الجزائر السماح لجنودها بالقتال خارج حدود البلاد. وذكر الوزير الأول عبد المالك سلال إن السلم والاستقرار في الجزائر هما ”من صنع رجل”، في إشارة إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ومشروع المصالحة الوطنية، وتحدث سلال مطولا أمام أعضاء من الجالية بباريس أول أمس عن ما سماه ”أفضال الرجل” على الجزائر قائلا ”الرئيس بوتفليقة نجح في سياسة المصالحة الوطنية... في الوقت الذي سجل فيه 200 ألف ضحية وكنا غير قادرين على الخروج مساء بسبب الظروف الأمنية” وتابع ”كنت وزيرا للداخلية وأشهد بذلك، كنا وكنت في مكافحة الإرهاب”. وأضاف أنه كان يجب التحلي ”بالشجاعة” حتى تتمكن من العفو عن الذي قتل أحد أعضاء عائلتك وأن ”تكون بوتفليقة حتى تنجز سياسة المصالحة الوطنية”، وختم سلال كلامه بعد كل هذا الإطراء للرئيس قائلا: ”لست هنا في حملة للرئيس”. وأكد الوزير الأول عبد المالك سلال أن الاستقرار هو ”الأولوية” بالنسبة للحكومة حتى وإن بقيت هناك ”نقائص” في مجال التنمية، مضيفا أن ”كل الانتقادات مسموح بها”. في نفس الصدد صرح الوزير الأول أنه ”خلال سنوات الإرهاب انغلقنا على أنفسنا”، مشيرا إلى أن الجزائر ”عاشت سنوات صعبة وانعدمت العدالة ما أثر على البلاد”. وأشار سلال إلى أن الجزائر لها ”قدرات” لتدافع عن نفسها وتتقدم مع الأخذ بعين الاعتبار ”بعض المعطيات”، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الجزائر ”محاطة بسبعة حدود معظمها مضطربة”. وذكر الوزير الأول ”إننا نعيش بمنطقة جد مضطربة ولدينا إديولوجية وعقيدة ودستور ينص صراحة على أنه لا يسمح لأي جندي جزائري أن يحارب في أرض أجنبية”، وقال إن الجزائر تواجه أيضا إرهابا دوليا وعابرا للأوطان ”مرتبط بالمخدرات” الذي مازال يكثف من نشاطاته الإجرامية. واستطرد في هذا الصدد يقول: ”كانت لنا ثورة حقيقية يجب على كل الأجيال أن تفتخر بها”، مضيفا ”لقد عانينا من الإرهاب ولكن رؤوسنا دائما بقيت مرفوعة”. ودعا سلال من جهة أخرى إلى ترك ”نهائيا” ما أسماه ”سياسة الحقد”، كما دعا الجزائريين إلى قبول بعضهم بعضا باختلافاتهم.