أكد الرئيس المدير لشركة “ليندغاز” “بيار شوفالي”، أن شركته اضطرت لتخفيض تموين مستشفيات قسنطينة بغاز بروتوكسيد الآزوت لإجبارها على دفع مستحقات “ليندغاز” المترتبة عنها والتي تقدر بملايين الدينارات، نافيا وجود ندرة في هذا الغاز الذي يعد ضروريا لإجراء العمليات الجراحية. أوضح شوفالي ل “الخبر” أن شركته تعاني من مشكل كبير مع المستشفيات الجزائرية التي تتماطل في دفع مستحقات الغازات الطبية التي تحصل عليها، ما يتسبب في تكبيد “ليند غاز” خسائر معتبرة وإخلال بتوازناتها المالية، بسبب نقص السيولة الضرورية لتسيير وحداتها المنتشرة في العديد من مناطق الوطن. وقدر شوفالي مستحقات ليندغاز على المستشفيات الجزائرية بنحو 2 مليار دينار (200 مليار سنتيم) منذ بداية السنة، مشيرا إلى أن المستشفيات تتماطل في الدفع، رغم أن الميزانية المخصصة لذلك قد تم تحريرها من قبل الوزارة، وهو ما يعني حسبه أن هذا التعنت في رفض التسديد غير مبرر. وسُئل شوفالي عن تداعيات هذا القرار التي قد تكون خطيرة على حياة المرضى، فأجاب أن “المستشفيات التي ترفض دفع مستحقاتها هي التي تضع حياة المرضى في خطر وليس شركتنا”. وأضاف “منذ بداية السنة ونحن نتغاضى عن هذا السلوك غير المبرر من المستشفيات إلا أننا وصلنا إلى نقطة يجب عندها اتخاذ القرار اللازم وهو ما فعلناه، لأنه من غير المعقول أن تستمر مؤسسة اقتصادية في العمل دون تحقيقها لعوائد من بيع منتوجاتها”. وحسب شوفالي فإن “ليندغاز” قامت بإبلاغ وزارة الصحة والصيدلية المركزية بعدم صحة الأخبار المتداولة عن وجود ندرة في الغازات الطبية، وأشعرتها بالسبب الذي دفعها لخفض تموين المستشفيات في قسنطينة خاصة، وهو ما تفهمته الوزارة التي تعهدت وفقه بالتدخل لحل هذا المشكل. لكن الخاسر الأكبر من حالة الشد والجذب بين ليندغاز والمستشفيات هم المرضى المقبلون على عمليات جراحية، إلى جانب تضرر الأطباء المقيمين الذي يخضعون للتكوين، لاسيما أن مخزون المستشفيات انخفض إلى مستوى الخطر، وهو ما حذرت منه تقارير إعلامية مؤخرا على لسان مسؤولين من قطاع الصحة في الولاية. وتضمن ليندغاز حصريا تزويد كافة المستشفيات الوطنية بالغازات الطبية الخاصة بالإنعاش والتخدير وغيرها، وهو ما يتسبب في وجود اضطرابات في التموين نظرا لعدم وجود البديل الذي تلجأ إليه المستشفيات في حال نقص الكميات المطروحة من ليندغاز لسبب أو لآخر. وتعهدت ليندغاز التي تعتبر الفرع الجزائري للشركة الألمانية العالمية، بالقضاء على مشكلة الندرة نهائيا بعد دخول تدشين مصنعها الجديد في الرغاية الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 77 ألف لتر يوميا من الأكسجين السائل، وبطاقة تخزين قدرها مليون و550 ألف لتر، علاوة على طاقة إنتاجية تصل إلى 118 ألف لتر يوميا من الآزوت بطاقة تخزينية 850 ألف لتر، بالإضافة إلى إنتاج 2800 لتر يوميا من غاز الأرغون وبطاقة تخزينية تصل إلى 70 ألف لتر.