هل غياب الإجماع بين الأحزاب السياسية في تونس حول رئيس الحكومة المقترح سيعيق عملية تنصيبه؟ العائق الرئيسي أمام عملية انتخاب رئيس حكومة جديد تمثل في أنه لم يكن هناك توافق بين أحزاب الحوار الوطني، فمن أصل 19 حزبا شارك في الحوار لم يحصل رئيس الحكومة المرشح سوى على 9 أصوات، كما أنه ليس كل الأحزاب مشاركة في الحوار الوطني، ولكن العامل الرئيسي للقبول برئيس الحكومة المقترح (مهدي جمعة) هو الفريق الحكومي، فلو يتم اختيار فريق حكومي على قدر من المهنية فقد تقبل به بقية الأحزاب المعارضة. فشل الحوار الوطني عدة مرات بسبب رفض نداء تونس وجبهة الإنقاذ لمرشح الترويكا المقترح، فكيف تم هذه المرة الاتفاق على تسمية رئيس حكومة جديد رغم اعتراض نداء تونس وتحفظ جبهة الإنقاذ؟ هذا يرجع للعديد من العوامل من بينها دهاء حركة النهضة وضعف أداء المعارضة وقلة خبرة الرباعي الراعي للحوار الوطني في قيادة الحوار الوطني، فضلا على أن إطالة مدة المفاوضات جعلت تسمية رئيس حكومة جديد يأخذ طابعا استعجاليا، بالرغم من أنه كان لا بد للمعارضة أن تتحلى بالصبر الطويل في مسألة من هذا النوع. لماذا يعترض نداء تونس على شخصية رئيس الحكومة الجديد بالرغم من أنه غير متحزب؟ ”مهدي جمعة” ليس شخصية محايدة، بل هو وزير في حكومة فاشلة، واختيار وزير في الحكومة الحالية رسالة غير مناسبة للتونسيين، وهذا يعني أن الحكومة القادمة هي ترويكا ثالثة، وعندما كان ”مهدي جمعة” طالبا كان قريبا من الإسلاميين رغم توجهه الليبرالي، إلا أن الإسلاميين ليس لهم مشكلة مع شخصية ليبرالية، فهم يبحثون عن رئيس حكومة وإن كان ليس منهم فهو قريب منهم، أو ليس ضدهم ولا يسعى لاستئصالهم. وهل يؤدي تسمية رئيس الحكومة إلى استعجال نواب المجلس التأسيسي كتابة الدستور؟ المجلس التأسيسي ليس مفصولا عن الأحزاب، بل البرلمان مربوط بالمسار الحكومي، وهو الذي يحكم الجانب البرلماني.