بعد إعلان الرباعي الراعي للحوار في تونس تعليق الحوار الوطني بين التحالف الحكومي وأحزاب المعارضة لأجل غير محدد، أصدرت هذه الأخيرة بيانا أكدت فيه قرارها الدخول فى مشاورات لدراسة كل الخيارات واتخاذ القرارات الملائمة التى يستوجبها الوضع، بينما قال الغنوشي إن حركته لم تر أي سبب لرفض ترشيح أحمد المستيري، ولاسيما أنه الشخصية الأكثر استقلالية بين المرشحين. فيما أرجعت مصادر أسباب فشل المحادثات، إلى رفض الرئيس منصف المرزوقي ترشح وزير الدفاع السابق عبد الكريم الزبيدي لرئاسة الحكومة. وعبّرت أحزاب معارضة عن أسفها لما آل إليه الحوار الوطني، واعتبرت أن تعطل الحوار يعود إلى ما أسمته ب”الانقلاب” على الاتفاقات والتعهدات الحاصلة فى المسار التأسيسى ونتيجة إصرار الترويكا بقيادة حركة النهضة على فرض مرشحها لرئاسة الحكومة. وأكدت هذه الأحزاب في نص البيان إصرارها على إنجاح الحوار، إيمانا منها بأن البلاد تعاني من أزمة خانقة على جميع الأصعدة تحتاج إلى حل وفاقي يضع حدا لسياسة الفشل ويساعد على إنقاذ البلاد. وشددت الأحزاب التي يتصدرها حزب نداء تونس بقيادة السبسي، على تعنت الترويكا بقيادة النهضة وتمسكها بفرض موقفها واحتكار حق تعيين رئيس الحكومة، وبالتالي إفراغ التوافق من محتواه، وذلك وفق ما ورد في نص البيان. وأوضح الأمين العام للاتحاد العام للشغل في تونس، حسين العباسي، أنه لم يتم التوصل إلى توافق خلال محادثات الاثنين، مضيفاً: “لقد قررنا إيقاف هذا الحوار حتى نوجد له أرضية صلبة لنجاحه”. ولم يشر متى ستستأنف المفاوضات. وأضاف: “لم نتوصل إلى توافق على الشخصية التي سترأس الحكومة، حاولنا تذليل الصعوبات، لكن لم يحصل توافق”. من جانبه، قال راشد الغنوشي، زعيم حركة “النهضة” التونسية، إنه بات واضحاً أن سبب تعليق الحوار هو الفشل في تسمية رئيس حكومة. وقال الغنوشي إن حركته لم تر أي سبب لرفض ترشيح أحمد المستيري، ولا سيما أنه الشخصية الأكثر استقلالية بين المرشحين. ودافع حزب “النهضة” بشراسة عن تعيين المستيري (88 عاماً) الشخصية المعروفة في الحياة السياسية التونسية، لكن المعارضة اعتبرت أن سنه لا يسمح له بالحكم. وقالت المعارضة التي أيدت ترشيح محمد الناصر (79 عاماً)، إنها اقترحت أسماء أخرى، بلا جدوى. من جهته، قال المرشح المفضل لحركة النهضة والأحزاب المتحالفة معها لرئاسة الحكومة أحمد المستيري، أمس، إنه يثق في المرشح الثاني محمد الناصر وإنه في حال تعيينه رئيسا للحكومة المقبلة، سيختار هذا الأخير مساعدا له. وجدد أحمد المستيري تأكيده على العلاقة الجيدة التي تربطه بالناصر، ولكنه رفض إبداء رأيه في أي شخصية أخرى تم ترشيحها لهذا المنصب.