توفي الممثل الأرلندي بيتر أوتول الذي حقق شهرة عالمية بعد أدائه دور «لورانس العرب» في الفيلم الذي حمل الاسم نفسه وخرج إلى صالات العرض في العام 1962، كما أعلن وكيل أعماله ستيف كينس الذي قال: «كان فريداً من نوعه وعملاقاً في مجاله».قالت الممثلة كايت أوتول ابنة الممثل الراحل، إن عائلتها تلقت الكثير من التعبير عن الحب والتضامن بعد صدور نبأ الوفاة أول من أمس، وتعتزم إقامة احتفال تأبيني «مليء بالأغاني والغبطة»، كما كان الراحل يأمل. وأعرب الرئيس الأرلندي مايكل هيغنز عن «حزنه الشديد» لنبأ وفاة أوتول. وصدر عنه بيان جاء فيه: «فقدت أرلندا والعالم كله واحداً من عمالقة السينما والمسرح». وقدم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون تعازيه لعائلة أوتول وأصدقائه، قائلاً: «كان أداؤه مذهلاً في الفيلم المفضل عندي «لورنس العرب»».ورُشح الممثل الذي رحل عن 81 سنة، ثماني مرات للفوز بجوائز الأوسكار، وحاز في العام 2003 جائزة أوسكار فخرية عن مجمل مسيرته الفنية. وقال الناقد السينمائي البريطاني المتقاعد باري نورمان، وهو أيضاً صديق للممثل في حديث إلى «بي بي سي»: «كان يستحق أن يحصل على جائزتي أوسكار، لقد كان نجماً سينمائياً كبيراً».ولد بيتر أوتول عام 1932 ونشأ في شمال إنكلترا.وبعدما عمل لفترة قصيرة صحافياً وتقنيَّ لاسلكي في البحرية الملكية، التحق بالأكاديمية الملكية للفن المسرحي، حيث درس إلى جانب ألبرت فيني وآلن بايتس وريتشارد هاريس، الذين أصبحوا هم أيضاً من النجوم. بعد ذلك بسنتين، التحق بفرقة «رويال شيكسبير كومباني» التي أدى معها ستين عملاً مسرحياً كلاسيكياً منها «الملك لير»، و «هاملت»، و «ماكبث»، و «روميو وجولييت».ثم انتقل الى السينما، وفي العام 1959 أسس شركة «كيب فيلمز» لتُنتج أعماله.وفي العام نفسه تزوّج من الممثلة شون فيليبس، وعاد وانفصل عنها بعد عشرين سنة، ثم تزوج مرة أخرى ورزق من زواجه الثاني طفلاً. في العام 1962، حقق شهرة عالمية بفضل فيلم ديفيد لين الملحمي «لورنس العرب» الذي شاركه بطولته الفنان المصري اللبناني عمر الشريف. وشكل هذا الفيلم انطلاقة عالمية لعمر الشريف أيضاً. وأدى أوتول في الفيلم دور ضابط بريطاني قاتل الأتراك إلى جانب العرب بين 1916 و1918، علماً أن مارلون براندو كان رفض هذا الدور.بعد ذلك انطلق أوتول في أداء الأدوار المرموقة في المسرح كما في السينما، ومن أفلامه «هاو تو ستيل إي مليون» (كيف تسرق المليون) مع أودري هيبورن، و «بيكت»، و «غودباي مستر تشيبس»، و «نايت أوف ذي جينرالز» (ليلة الجنرالات) الذي جمعه أيضاً مع عمر الشريف. وتراوحت أدواره بين الفكاهة والدراما والتاريخ والرعب.