كاتب ومخرج بريطاني شكّل أسلوبه الإنتاجي نهجا، أذهل الكثير من النقاد، على صعيد اكتشاف القدرات والمواهب، أعماله تذهب إلى قضايا الانسان والمجتمع، وكأنك تطل من نافذتك على بيت الجيران، ترصد حكاياتهم.. وتعبهم.. ومشاكلهم.. بلا رتوش.. أو ماكياج. يحمل في خزانته كماً من الجوائز الكبرى، جعلته يدخل قوائم الخالدين في السينما العالمية. ولد مايك لي في 20 فيفري 1943 في إنجلترا، واسمه العائلي كان (ليبرمان) وهو اسم لعائلة يهودية عريقة، ولكنه اختار لاحقا لأن يتحول إلى “لي". درس مايك في مدرسة سيلفورد، وخلال فترة الدراسة، كان يكتب العديد من المشاهد والمواقف والاعمال الدرامية، وبالذات خلال فترة الصيف والمعسكرات الصيفية . في سنة 1960 حصل على منحة للدراسة في “رادا" بالذات في مجال التمثيل كممثل وكمخرج. ثم انتقل إلى مدرسة كامبرويل للفنون ، ومنها الى مدرسة لندن لفنون السينما في شارلوت ستريت. في الفترة من 1965-1970 عمل مايك لي في “مركز ميدلاند للفنون في بيرمنغهام، بالإضافة لعمله كمساعد مخرج مع عدد من المخرجين، حتى كتب ذات يوم بكامله الى صندوق تجري بداخله الأحداث، مما لفت الانتباه إليه، مشيرا إلى أن الواقع هو ذلك الصندوق. بعد بيرمنغهام، انتقل إيستون، حيث عاش هناك عشرة سنوات، حيث عمل كمساعد في العديد من الأعمال المسرحية الشكسبيرية، مع فرقة شركة شكسبير الملكية، وعمل مع بيتر هال، ليقدم “ماكبث". ثم اتجه إلى التلفزيون، ليقدم مع “بي. بي. سي" تسع مسرحيات، معتمدا على نجوم اعتياديين، خارج منطقة الأسماء المعروفة. وظلت مسيرته، تتحرك في محورين، أولهما السينما وثانيهما المسرح، في المسرح قدم العديد من الأعمال ومنها، “اشتم الفأر"، والعار العظيم والتراجيدية اليونانية، وغيرها من الأعمال. ومن رصيده السينمائي نشير إلى عدد هام من أعماله التي باتت اليوم تشكل المرجع الحقيقي في الواقعية الجديدة في السينما البريطانية والأوروبية. وفي عالم السينما حصد مايك لي العديد من الجوائز المهمة، وفي أهم المهرجانات السينمائية الدولية، حيث فاز بجائزة أفضل إخراج في مهرجان “كان" عن فيلم “عرس 1993" ثم جائزة السعفة الذهبية عن تحفته السينمائية الخالدة “أسرار وأكاذيب" 1996. وقد جاء فوزه بالسعفة الذهبية ليحقق نقلة واكتشافا حقيقيا لمسيرة وعطاء هذا المبدع، الذي راح بعدها يحلق عاليا. وعن فيلم “فيرا دراك" فاز بجائزة الأسد الذهبية في مهرجان فينسيا السينمائي الدولي 2004 وقد ترشح للأوسكار سبع مرات، مرتان عن فيلم “أسرار وأكاذيب" وفيرا دراك “أفضل سيناريو وأفضل إخراج"، بالإضافة إلى أفلام “توبس تروفي" وهابي كولاكي" وعام آخر “أفضل سينماريو اصلي". على الصعيد الشخصي، ارتبط في سبتمبر 1973 مع زوجته الممثلة آليسون ستدمان، ورزق منها بولدين هما توبي وليو، وقد ظهرت ستدمان في سبعة من أفلامه وعدد من أعماله المسرحية وبالذات حفل أبيغال. وقد انفصلا عام 2001، وهو يعيش حاليا مع الممثلة ومصممة الأزياء شارلوت هولدش.