فتحت مديريات البيئة والموارد المائية لولاية وهران نهاية الأسبوع الماضي تحقيقا لتحديد أسباب نفوق سمك المياه العذبة في بحيرة أم الغلاز الواقعة في تراب بلدية وادي تليلات. وقد اكتشف سكان قرية سلاطنة المطلة على بحيرة أم الغلاز الأسبوع الماضي أعدادا معتبرة من الأسماك نافقة على ضفاف هذه البحيرة التي تتربع على مساحة 300 هكتار، الواقعة بجنب الطريق الوطني رقم 13 في جزئه الرابط بين وادي تليلات وأرزيو. حيث تعود سكان المنطقة قضاء أوقات الراحة وممارسة الصيد في هذه البحيرة، خاصة مع الصحو الذي يميز الجو منذ أكثر من أسبوعين. وصاحب هذه الظاهرة ارتفاع غير مسبوق لمنسوب مياه البحيرة المحمية في إطار برنامج “رامسار” العالمي لحماية المناطق الرطبة، حيث فاضت المياه على الطريق الولائي رقم 13 قرب المزبلة العمومية التي تم توقيف رمي النفايات المنزلية فيها بسبب صعوبة المسلك. وذكر رئيس دائرة وادي تليلات الذي تنقل إلى عين المكان يوم السبت الماضي ل“الخبر” أن سبب ارتفاع منسوب مياه البحيرة يعود إلى تسريح مياه سد صارنو الواقع على تراب ولاية سيدي بلعباس بسبب امتلائه. وهو ما نفاه مصدر مؤكد من مديرية الموارد المائية لولاية سيدي بلعباس ل “الخبر”، موضحا أنه لم يتم تسريح المياه من سد صارنو لسبب بسيط هو أنه لم يصل منسوب مياهه إلى المستوى الذي يتطلب القيام بهذه العملية لحمايته وحماية المنطقة التي يعبرها، خاصة الطريق الوطني رقم 13 الرابط بين وهران وسيدي بلعباس، من الفيضانات. ويضيف ذات المصدر أن مسار مياه سد صارنو تصب في المنطقة الرطبة المقطع التابعة لدائرة أرزيو، مرورا بسد الشرفة على تراب بلدية سيق بولاية معسكر. ويؤكد سكان وادي تليلات وقرية سلاطنة القريبة من بحيرة أم الغلاز، أنهم لم يلاحظوا ظاهرة مماثلة قبل التي حدثت هذا الأسبوع، والمتمثلة في نفوق الأسماك التي تعيش فيه. ولاحظوا أيضا مغادرة أعداد كبيرة من الطيور المهاجرة للبحيرة لأسباب لم يجدوا لها تفسيرا، ولم يبق فيها إلا نوعان من الطيور، منها البط الأسود الذي يعيش في البحيرة طول السنة. ومن جهته ذكر مدير البيئة لولاية وهران ل “الخبر” أن لجنة تحقيق متكونة من إطارات من مختلف المديريات المعنية ستنزل إلى الميدان هذا الأسبوع لتحديد السبب الحقيقي لظاهرة نفوق أسماك بحيرة أم الغلاز، علما أن كل الوحدات الصناعية الموجودة في منطقة النشاطات لوادي تليلات لا تملك محطات لمعالجة المياه التي تستعملها باستثناء واحدة متخصصة في الصناعة الصيدلانية، وهو ما أكده مدير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لولاية وهران خلال الدورة الأخيرة للمجلس الشعبي الولائي. كما أن كل منطقة وادي تليلات تصب مياهها المنزلية المستعملة ومياه محطات التشحيم وغسل السيارات وغيرها في مجرى وادي تليلات، كما أن المياه المستعملة لمدينة زهانة تصب هي الأخرى في وادي تليلات الذي يصب بدوره في البحيرة.