أعلن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة اليد، سعيد بوعمرة، أكثر من مرة عن استقالته، لكنه لم يجسدها عمليا، ووجد دعما من أعضاء مكتبه للتراجع عنها. قالت مصادر مسؤولة إن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة اليد، سعيد بوعمرة، كان على وشك تقديم استقالته، قبل انطلاق بطولة أمم إفريقيا التي توجت بها الجزائر، بدعوى ضعف التحضير الذي خصص للموعد القاري، الذي احتضنته الجزائر ما بين 16 و25 جانفي الجاري. ولم تخف نفس المصادر أن أعضاء المكتب الفيدرالي، الذي سيجتمع يوم 5 فيفري القادم، عبّروا عن دعمهم للرئيس بوعمرة للبقاء في منصبه، بدعوى أنه الرجل المناسب لمواصلة الجهود لإعادة الكرة الجزائرية الصغيرة إلى الواجهة القارية ودعم موقعها الإفريقي. وقالت المصادر ذاتها، إن بوعمرة استسلم للضغط الذي تعرض له عندما وجد نفسه المسؤول الأول عن تنظيم بطولة أمم إفريقيا في وقت قصير، وأيضا بسبب ضعف التحضيرات الخاصة بالحدث الإفريقي، حيث وجد نفسه في مهمة مستحيلة لإنقاذ سمعة الجزائر من الفشل في تنظيم الحدث القاري. وخلف بوعمرة الوزير الأسبق للشباب والرياضة، محمد عزيز درواز، في منصب رئيس الاتحادية بعد رفض الهيئة الدولية الاعتراف بشرعية انتخاب درواز رئيسا، ولم يكن بوعمرة يخطط للعودة إلى رئاسة الاتحادية بسبب الذكريات السيئة التي احتفظ بها بعد توليه المنصب عندما كان رئيسا للاتحادية لعدة عهدات انتخابية، إلا أن جهات مسؤولة أقنعت بوعمرة بخوض الانتخابات والعودة إلى الرئاسة، فما كان على الرجل إلا الموافقة، برغم التزاماته المهنية الأخرى في وزارة الشباب والرياضة والاتحادية الدولية، بالموازاة مع انتهاء الأزمة التي رهنت اللعبة لسنوات. المحترفون يعودون إلى فرنسا غادر ثلاثة لاعبين محترفين أرض الوطن، أول أمس، فيما غادر ثلاثة آخرين أمس نحو فرنسا، وغادر البعض منهم أرض الوطن رفقة عائلاتهم التي انتقلت إلى الجزائر لمتابعة المقابلة النهائية التي هزم فيها المنتخب الجزائري نظيره التونسي بنتيجة 25/21، وسيتم توجيه الدعوة لهؤلاء لاحقا وربما في ظرف أسبوعين على أقصى تقدير للحصول على الجائزة المالية التي فازوا بها مقابل التتويج باللقب القاري السابع في مشوار مشاركة الفريق في بطولة أمم إفريقيا. تحضيرات نوعية لمونديال قطر (2015) قالت المصادر نفسها، إن التجربة السيئة للتحضيرات لموعد بطولة أمم إفريقيا الأخيرة ستكون مفيدة للاتحادية، التي تخطط لإعادة إستراتيجية تحضير “الخضر” للمواعيد القادمة، من خلال تقديم تسهيلات أكبر وتسطير برنامج ثري لتحضير “الخضر” لمونديال قطر (2015)، بعدما اشتكى المدرب رضا زقيلي من تواضع التحضيرات التي أجرتها تشكيلته، مقارنة مع المنتخبين التونسي والمصري، وسيتم ذلك بداية بتغيير الوكالة التي كانت تتوسط بين الاتحادية والمنتخبات الأجنبية التي كانت التشكيلة الجزائرية تواجهها وديا. ولفتت ذات المصادر الانتباه إلى أن الجزائر ستكون في موقع قوة للتفاوض بخصوص برمجة المقابلات الودية، بعدما أحرزت اللقب القاري، وقالت إن المنتخبات التي كانت تستصغر الجزائر ستستعجل الجانب الجزائري لبرمجة مقابلات ودية معها. زقيلي يحصل على الضوء الأخضر ستكون مسألة ترسيم الإبقاء على المدرب رضا زقيلي، مدربا ل “الخضر”، شكلية، بما أن الرجل الذي استصغرت جهات عديدة قدراته، رفع التحدي في أكبر منافسة إفريقية واستطاع أن يخطف اللقب القاري من منتخب تونس الذي يعد أحد أقوى المنتخبات في العالم، والمرشح بدون منازع لافتكاك اللقب الإفريقي للمرة الثالثة على التوالي. وسيكون زقيلي حرا في اختيار مساعديه أو البقاء وحيدا في الطاقم الفني، بعدما ربح معركة الجانب الفني بمفرده. وذكرت المصادر نفسها، أن زقيلي حظي بإجماع داخل المكتب الفيدرالي الذي تحدث عن المسألة بصورة غير رسمية، إلا أن القضية ستحسم رسميا في الاجتماع القادم، بعد اقتراح المدير الوطني الفني، حبيب خرايفية، الذي لم يمانع الإبقاء على المدرب الوطني في منصبه وترسيم تعيينه بعقد رسمي وموثق، في تصريح ل “الخبر”. الجوائز توزع في ظرف أسبوعين لم تخف جهات مسؤولة أن الاتحادية ستمنح اللاعبين المكافأة المالية، في غضون أسبوعين على أقصى تقدير. واستنادا إلى نفس المصادر، فإن الاتحادية لن تمانع أيضا إضافة مبلغ آخر إلى القيمة المالية التي وعدت بها اللاعبين قبل انطلاق البطولة الإفريقية، وتبلغ (50 مليون سنتيم) لكل لاعب بعد حصول الاتحادية على المبلغ الكلي لمداخيل “السبونسورينغ”. وحسب ما علمناه، فإن الاتحادية ماضية في تقديم مكافأة مالية مغرية لم توزع على اللاعبين في أي فترة في السابق، تكون في مستوى التاج الذي أهداه اللاعبون إلى الجزائر بعد 18 عاما من الانتظار، دون تجاهل المكافأة المالية (80 مليون سنتيم لكل لاعب)، التي ستمنحها الوزارة، والمبلغ غير المعلوم الذي ستمنحه الحكومة إلى اللاعبين بتعليمة من رئيس الجمهورية. دورة دولية كبيرة في الجزائر قالت نفس المصادر إن الجزائر ستعرض احتضان دورة دولية كبيرة في الجزائر، تشارك فيها أكبر المنتخبات في العالم، وذكرت أن رئيس الاتحادية الدولية المصري حسن مصطفى وعد رئيس الاتحادية الجزائرية، سعيد بوعمرة، بتقديم له كل الدعم لإنجاح الدورة الدولية القادمة. ومن دون شك، فإن التاج القاري الذي حصلت عليه الجزائر، سيجعل “الخضر” في وضع أفضل مما كانت عليه في السابق، لمقابلة أفضل الفرق في العالم في الجزائر في دورة دولية، بعد سنوات طويلة لم تنظم فيها الجزائر مثل هذه الدورات عالية المستوى.