قال اللّه سبحانه تعالى: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللّه كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} النّساء:148. يقول العلامة بن كثير رحمه اللّه في تفسيره: أَي إنْ تُظْهِرُوا أَيّها النّاس خَيْرًا أَوْ أَخْفَيْتُمُوهُ أَو عَفَوْتُمْ عمّن أَسَاءَ إِلَيْكُم فإنَّ ذلك ممَّا يُقَرِّبكُم عند اللّه ويُجْزِل ثَوَابكم لديه فإنّ من صفاته تعالى أن يَعْفو عن عباده مع قُدْرَته على عِقَابهم ولهذا قال {فَإِنَّ اللّه كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا}، ولهذا ورد في الأثر أنّ حَمَلَة العَرش يُسَبِّحون اللّه فيقول بعضهم: ”سُبْحَانك عَلَى حِلْمك بَعْد عِلْمك” ويقول بعضهم ”سُبْحَانك عَلَى عَفْوك بَعْد قُدْرَتك”، وفي الحديث الصّحِيح: ”مَا نَقَصَ مَال مِنْ صَدَقَة وَلاَ زَادَ اللّه عَبْدًا يَعْفُو إِلاَّ عِزًّا وَمَنْ تَوَاضَعَ للّه رَفَعَهُ”.