تثير الترشحات للانتحابات الرئاسية المقبلة في مصر اهتماما متزايدا لدى الرأي العام بعد اعلان اثنين من أبرز المرشحين خلال 12 ساعة الاخيرة موقفها الرسمي منها فيما تتجه انظار المصريين حاليا لموقف كل من عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع الحالي وسامي عنان رئيس أركان الجيش السابق المرشحين المحتملين لهذا الاستحقاق الهام في البلاد. وأعلن عبد المنعم أبو الفتوح القيادي السابق في جماعة الاخوان المسلمين ورئيس "حزب مصر القوية" اليوم الاحد إنه لن يترشح للرئاسيات المقبلة. وقال أبو الفتوح في تصريحات صحفية اليوم أنه "لا يمكن أن تكون هناك انتخابات رئاسية في ظل وجود أكثر من 21 ألف ناشط سياسي معتقل في السجون واستمرار سياسة غلق القنوات الفضائية المعارضة للسلطة الحالية وقمع الحريات ..وسيادة الخوف". وقال ان حزبه سيستمر في تقييم المشهد السياسي وأجواء الحريات المصاحبة لعملية الانتخابات والسعي مع القوى السياسية والشعبية للضغط للالتزام بالمطلب الديمقراطي. وكانت العديد من رموز القوى السياسية المنتمية للتيار المدني في مصر قد عارضت بقوة فكرة ترشح أبو الفتوح للرئاسيات المقبلة واعتبروه مرشح جماعة الإخوان المسلمين لتحقيق اهدافهم في الرجوع الى الحكم من جديد. وتعارض معظم القوى السياسية في مصر بما فيها المنتمية للتيار السلفي تأييدها لمرشح من التيار الاسلامي ويرون ان رئيس الجمهورية سيكون من القوتين المسيطرتين على المشهد السياسي حاليا اما من تيار الاحزاب المدنية او أحد رجالات المؤسسة العسكرية. وحسب هذه التحليلات فان المنافسة ستكون بين المرشحين المحتملين الباقين وهم حمدين صباحي الذي أعلن امس ترشحه رسميا والمشير عبد الفتاح السيسي الذي تشير كل المعطيات الى انه سيكون المرشح الاوفر حظا للفوز بهذا الاستحقاق في حال تأكد ترشحه رسميا وسامي عنان رئيس اركان الجيش السابق المرشح المحتمل الذي تقدمه بعض الاوساط السياسية والاعلامية على انه يحظى بتأييد الاخوان المسلمين. ومن جهة اخرى أثار اعلان حمدين صباحي امس ترشحه رسميا للرئاسيات انقساما في صفوف التيار المدني والقوى الشبانية في مصر ومنها داخل التيار الشعبى الذي يتزعمه في ظل عدم حصوله على اجماع حتى داخل حزبه. وتعتبر بعض القوى السياسية والشبانية ان ترشح صباحي للرئاسة من شأنه تفكيك القوى التي تحالفت خلال ثورة 30 جوان ضد حكم الاخوان وتشتتها بين مؤيد له ومؤيد للمشير عبد الفتاح السيسي الذي يحظى بشعبية جارفة في مصر. غير ان حملات تأييد لترشح عبد الفتاح السيسي وقيادات في جبهة الانقاذ أشادت بترشح صباحي وقالت انه سيضفي مصداقية على الانتخابات المقبلة ويغلق الباب على كل من يعتبر ترشح السيسى"انقلابا". وقال المتحدث الرسمي لجبهة الانقاذ وحيد عبد المجيد إن ترشح صباحى للرئاسة "خطوة جيدة للغاية" وتضفى طابعا تنافسيا على الانتخابات حتى لا تكون شكلية وحتى لا يعود زمن الاستفتاءات التي عهدها المصريون خلال فترتي حكم السادات ومبارك. فيما يرى محمد أبو الغار رئيس الحزب المصرى الديمقراطى أن ترشح صباحى أمر "صحى" يمهد لعملية ديمقراطية سليمة وشفافة إذ أنه لن يكون جيدا على الإطلاق أن يتم حسم الانتخابات الرئاسية بالتزكية لأحد المرشحين الرئاسيين.