وصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس، إلى تونس، في زيارة لم يعلن عنها، التقي خلالها مع الرئيس منصف المرزوقي وتركزت المحادثات حول محاربة الإرهاب ودعم التعاون الاقتصادي بين البلدين. وتزامنت الزيارة مع تصريحات المدير السابق للمخابرات العسكريّة التونسية العميد موسى الخلفي، قال فيها إن “الأمريكيين أمدونا بطائرات دون طيّار لرصد الإرهابيين. وبما أن هذه الطائرات تحتاج إلى خبرات عالية، فإن ضباطا أمريكيين يقومون بذلك في تونس”. وأعاب العميد موسى الخلفي على وزارة الدفاع التونسية في حوار مع جريدة “آخر خبر” التونسية “إخفاء هذا الأمر عن التونسيين”، لكنه استبعد في المقابل وجود قواعد عسكرية أمريكية في التراب التونسي. وقال الخلفي إن الأمريكيين “لا حاجة لهم بقواعد عسكرية بتونس، بل هم في حاجة لمدّ لوجستي مثل تهيئة المستشفيات القادرة على علاج جرحاهم في عمليات محاربة الإرهاب، على غرار مستشفيات الفوار والذهيبة ورمادة في جنوب شرق البلاد”. وسبق أن نفى مسؤولون تونسيون وأمريكيون وجود قواعد عسكرية أمريكية في جنوب البلاد بالقرب من الحدود مع ليبيا والجزائر، حيث أكد الأمريكيون أن الأمر لا يتعدى المشاركة في إصلاح عدد من المستشفيات بالتعاون مع وزارة الصحة التونسية. وكانت صحيفة “آخر خبر” التونسية أكدت قبل أيام أن الجيش الأمريكي يقوم بترميم بعض المستشفيات في الولاياتالجنوبية وسط تكتم كبير، ملمحة إلى احتمال إعداد هذه المستشفيات لمعالجة الجنود الأمريكيين المفترض وجودهم ضمن قاعدة عسكرية في المنطقة تدخل ضمن التعاون الأمني بين تونسوالولاياتالمتحدة. وذكرت الصحيفة أن لديها وثائق تؤكد أن جنرالات من الجيش الأمريكي “يشرفون على أشغال التهيئة والتوسعة في المستشفيات المذكورة، مع التأكيد على أن هذه المؤسسات الاستشفائية ليست في حاجة إلى هذه الأعمال”، مشيرة إلى أن “هذا النوع من التدخل لم تقم به الولاياتالمتحدة إلا في دولتي العراق وأفغانستان”. بدورها، أكدت السفارة الأمريكية في تونس وجود أعمال ترميم يقوم بها الجيش الأمريكي لبعض المستشفيات التونسية في الجنوب، لكنها أشارت إلى أنها ليست سرية، بل “تدخل في إطار المساعدات الأمريكية المستمرة لوزارة الصحة التونسية منذ عام 2012”.وقالت الصحيفة إن القوات الأمريكية تتمركز في أربعة مواقع تونسية منها اثنان في الجنوب، الأول بين مدينتي بنقردان ومدنين والثاني في منطقة جرجيس، لمراقبة السواحل التونسية المتاخمة للمياه الإقليمية الليبية.