حظي عالم فضاء إسباني بمصادفة نادرة فريدة من نوعها، إذ كان يراقب القمر بواسطة تيلسكوب حين شاهد جرماً بحجم ثلّاجة يسقط مرتطماً على سطحه، وتمكن من تسجيل هذا الحدث وتحليله.ففي 11 أيلول (سبتمبر) الماضي، كان عالم الفضاء والأستاذ الجامعي خوسيه ماريا مادييدو يراقب القمر بواسطة تيلسكوبات مخصصة لهذه الغاية، عندما لمح وميضاً قوياً فوق منطقة من سطح القمر تسمى «ماري نوبيوم»، أو بحر الغيوم في اللغة اللاتينية.وبحسب المرصد الملكي البريطاني، فإن هذا الوميض كان قوياً إلى درجة أنه يرى من سطح الأرض بالعين المجردة. وأعقب الوميض توهج استمر ثماني ثوان على سطح القمر.وقال عالم الفضاء: «في تلك اللحظة أدركت أني شهدت حدثاً نادراً جداً».ووفقاً للحسابات الفلكية التي أجراها عالم الفضاء وزملاؤه، تبين أن الجرم يزن 400 كيلوغرام، ويراوح شعاعه بين 60 سنتيمتراً و1,4 متر، وارتطم بسطح القمر بسرعة تزيد على 60 ألف كيلومتر في الساعة.وجراء هذه السرعة الهائلة، تبخر الجرم لدى الاصطدام وتسبب بحفرة على سطح القمر بشعاع 40 كيلومتراً، وبإطلاق حرارة عالية ووميض أمكن مشاهدته على سطح الارض.وبخلاف القمر، تحظى الأرض بغلاف جوي يجعل أجراماً صغيرة كهذا تتفتت لدى اقترابها من سطح الارض.ولفهم هذا الامر أكثر يكفي التذكير بأن النيزك الذي انفجر فوق الشرق الروسي قبل أشهر كان عرضه نحو 20 متراً، وكان يزن 13 ألف طن، لكنه وصل إلى سطح الأرض متناثراً.