أذهلت السرعة الهائلة للنيزك الذي سقط السبت الجمعة في سيبيريا العالم أجمع، وحيرت الباحثين وعلماء الفضاء، ذلك أن النيزك سريع إلى درجة أنه يقطع المسافة بين دبي وجدّة البالغة 1700 كيلومتر، في أقل من دقيقة، وهو ما يستغرق ساعتين بطائرات الركاب، فقد كانت سرعته 30 كيلومترا في الثانية حين دخل الغلاف الجوي للأرض بوزن زاد على 10 أطنان، وبحجم حافلة ركاب طولها 12 مترا. ولم يكن صخرة أو من حجر، بل من حديد، أو حجري - حديدي على أقل تعديل. أكدت مراكز علمية عديدة أنه أكبر ما ضرب الأرض من نيازك منذ نظيره "تونغوسكا" الذي كان قطره حين سقط في 1908 بمنطقة سيبيريا 15 مترا، أي ثلث حجم الكويكب DA14 2012 الذي وصل اقترابه السبت الجمعة من الأرض إلى ما جعله أقرب إليها من قمري "نيل سات" و"عربسات"، أي 27 ألفاً و400 كيلومتر فقط، قبل أن يبتعد عنها بدءا من فجر السبت السبت. وأكدت وكالة الفضاء الروسية "روزسكوزموس"، وكذلك "ناسا" الأمريكية أن توهّج النيزك حين كان يمضي محترقا نحو أديم الأرض قبل تفتته على ارتفاع 10 آلاف متر فوق مقاطعة "تشيليابينسك"، كان شديدا وساطعا مع ذيل دخاني لامع إلى درجة سمحت برؤيته من مسافة 200 كيلومتر. وقدرت "الأكاديمية الروسية للعلوم" وزن النيزك بعشرة أطنان من حجم الحفرة التي أحدثها في ثلج البحيرة، وكانت بقطر 6 أمتار، فيما ذكر كبير الباحثين في الأكاديمية، واسمه ألكسندر باغروف، أن تفتته إلى آلاف الشظايا بدأ حين وصل إلى ارتفاع معدله 40 كيلومتراً عن سطح الأرض، ثم بقي منه القسم الأكبر، وهو ما يطلقون عليه اسم "الحجر النيزكي" لتمييزه عن النيزك الأساس. ومن مدينة فانكوفر الكندية، صدر عن خبير بالنيازك وبروفيسور في جامعة "ب سي" بالمدينة، تقديره للقوة التفجيرية للنيزك بأنها 300 كيلوطن، أي ما يزيد على 12 قنبلة نووية عيار ما تم إلقاؤه في 1945 على مدينة هيروشيما باليابان، طبقا لما نقلت صحيفة "فانكوفر صن" على لسانه، وهو ما يطابق أيضا ما ذكره العالم بيل كوك، رئيس مختبر النيازك والشهب في "ناسا" الأمريكية.