اكتشف الأوكرانيون عقب هروب رئيسهم فيكتور يانوكوفيتش، حياة البذخ والثراء التي كان يعيشها في قصره الرئاسي الذي يعتبر من أفخم الأبنية في البلاد، نجح يانوكوفيتش في تحويله إلى ملكية خاصة بعد أن كان ملكا للدولة. صدمت صور إقامة الرئيس الأوكراني الهارب شعبه الذي يعيش أزمة اقتصادية خانقة، إذ مباشرة بعد إعلان هروبه، قام الصحفيون والمتظاهرون باحتلال قصر الرئاسة، بعد تفاوض مع حرس القصر، والتقطت العديد من الصور التي تعكس الفخامة التي كان يعيش فيها الرئيس، فالحديقة وحدها تبلغ مساحتها 140 هكتار، يتم استخدامها للعب الغولف. وتدفق الأوكرانيون بالآلاف ليشاهدوا بأم أعينهم الحياة التي كان يعيشها رئيسهم، فوجدوا “يختا” قديما يعود إلى العصور الوسطى، تبلغ قيمته 40 مليون دولار، ومجموعة من السيارات القديمة، وأخرى فارهة في مرآب القصر. وعثر في قصر الرئيس المختبئ في “دونيتسك”، المنطقة المؤيدة لروسيا في شرق أوكرانيا والتي ينحدر منها الرئيس المخلوع، قاعدة حمام مرصعة بالذهب، وبها رأس أسدين. كما وجدوا حديقة حيوان كاملة، قطيع من النعام من أستراليا وإفريقيا، أرانب برية، حيوانات نادرة قريبة الشبه بالخيول، إضافة إلى دولارات أمريكية منقوشة على سبائك ذهبية. وأذهلت فخامة القصر الفضوليين الذين تجولوا فيه، فالمبنى الرئيسي هندسته من الطراز “الباروكي”، مكسو بالرخام ومزخرف بأيقونات مغطاة بالذهب. والتقط البعض صورا أمام الأعمدة الشبيهة بالأعمدة اليونانية، فضلا على صور لطيور من مجموعة صاحب القصر، استورد بعضها من سومطرة أو منغوليا. وكان لدى الرئيس الهارب خط خاص به لإنتاج اللحوم الطازجة. وشوهدت الأبقار والأغنام والماعز عبر نافذة حظيرة كبيرة للماشية، لكن الموظفين رفضوا فتح الأبواب للزوار. ويقول سكان بالمنطقة إنه حين كان يانوكوفيتش يخطط لإقامة مناسبة اجتماعية، كان ما يصل إلى ثلاثة آلاف من رجال الأمن والموظفين الإضافيين يأتون. وأضافوا أنه بسبب هوس الرئيس الأوكرانى المعزول بالأمن وخوفه من التعرض لهجوم، كانوا يتركون هواتفهم الجوالة عند مدخل الضيعة ويستعيدونها عند المغادرة. يشار إلى أن الرئيس الهارب من عائلة من الطبقة العاملة، عاش طفولته في قرية قرب ييناكييفو شرقي أوكرانيا. توفيت والدته بعد عامين وتزوج والده تاركا إياه في عهدة جدته البلاروسية. عاش في منزل صغير من الطين وكان يسير 12 كيلومترا يوميا إلى المدرسة.