تبدي واشنطن حذرا شديدا في تعاطيها مع الملف الاوكراني حرصا منها على عدم تاجيج غضب روسيا، فتعمد الى الحذر في التعاطي مع السلطات الجديدة والتشديد على التعاون مع موسكو بعيدا عن اجواء الحرب الباردة.واذ وجدت واشنطن نفسها في الجانب المنتصر في الازمة السياسية الاوكرانية اصرت على مراعاة الكبرياء الروسي بعد سقوط الرئيس الموالي لموسكو في اوكرانيا فيكتور يانوكوفيتش وفراره، فتوخى المتحدثون باسم ادارة الرئيس باراك اوباما الاعتدال في تصريحاتهم خلال المؤتمرات الصحافية.ويسجل هذا التحفظ الاميركي بالرغم من ميل الى التشفي وسط مشاعر من الخيبة ازاء دعم موسكو لزعيم اخر تعارضه واشنطن هو الرئيس السوري بشار الاسد.والبيت الابيض على يقين بأن علاقاته الهشة مع الرئيس فلاديمير بوتين اساسية لتسهيل المفاوضات مع ايران بشان ملفها النووي وعملية الانسحاب من افغانستان.غير ان هناك احساس مسيطر بأن الثورة الاوكرانية ليست نهاية المطاف في هذا البلد وانه ما زال يتبقى هناك عوامل كثيرة مجهولة قبل ان يحل الاستقرار السياسي في هذا البلد.وحذرت واشنطن من احتمالين في اوكرانيا ولو انهما يبدوان مستبعدين، وهما انقسام اوكرانيا الى شطرين احدهما موال لروسيا والاخر لاوروبا، واجتياح عسكري روسي.ودعا البيت الابيض الاثنين الى تشكيل حكومة تكنوقراط في كييف تقود البلاد الى انتخابات رئاسية مبكرة.كما ارسل مساعد وزير الخارجية وليام بيرنز الى كييف للتشديد على ضرورة اجراء اصلاحات اقتصادية وسياسية وتقييم الحاجات بهذا الصدد.وعرض الرئيس الانتقالي اولكسندر تورتشينوف صورة واقعية قاتمة للصعوبات التي تنتظر اوكرانيا بعدما انتشرت على الانترنت مشاهد لقصر يانوكوفيتش الفخم مع حديقة الحيوانات الخاصة به.وسيكون بيرنز اعلى مسؤول اميركي يزور اوكرانيا منذ ان التقت المسؤولة الكبيرة في وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند متظاهرين في وقط كييف في كانون الاول.وكان ظهور نولاند في ساحة الميدان حيث كان المحتجون معتصمين المبادرة الاميركية الاكثر جرأة حتى ذلك الحين تجاه اوكرانيا غير ان واشنطن عمدت بصورة عامة الى ترك الصدارة للدبلوماسيين الاوروبيين في التعاطي مع ازمة كييف.كما نشطت الولاياتالمتحدة في الكواليس لتحديد شروط مساعدة مالية لدعم الاصلاحات في اوكرانيا بعد عدول موسكو عن منحها قرضا موعودا بقيمة 15 مليار دولار.