اكتنف الغموض مكان الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش بعد يوم من تصويت البرلمان على عزله. وقال تقرير نشرته رويترز إن محاولته لركوب طائرة تشارتر في مطار دونيتسك في مسقط رأسه بشرق البلاد باءت بالفشل . وقال مساعده أنه كان موجودا في مدينة خاركيف بشمال شرق البلاد طوال اليوم على الرغم من عدم ظهوره خلال اجتماع لحكام الاقاليم. وأقسم سائق سيارة أجرة في كييف أنه موجود في دولة الإمارات العربية المتحدة. ولم يفعل هذا الغموض شيئا يذكر لمساعدة أنصار يانوكوفيتش الذين أصروا على أن زعيمهم مازال هو الرئيس حتى بعد أن صوت البرلمان على عزله في ذروة اضطرابات بدأت قبل ثلاثة اشهر وعمليات قتل استمرت عدة أيام بشأن إنحياز اوكرانيا لأوروبا أم روسيا. وقال أوليه تساريوف العضو في حزب الأقاليم الذي يتزعمه يانوكوفيتش وهو متجهم على التلفزيون الروسي "لدينا رئيس شرعي على قيد الحياة إننا لا نعرف فقط أين هو." والرهان على انه في دونيتسك وهي منطقة صناعية وقاعدة النفوذ السياسي ليانوكوفيتش الذي يتحدث الروسية. ولكن حتى هناك من غير المرجح ان يستطيع يانوكوفيتش (63 عاما) التجول بحرية لفترة طويلة. ويطالب برأسه المحتجون في ميدان الاستقلال بكييف الذين قتل منهم العشرات بالرصاص خلال معارك استمرت يومين الاسبوع الماضي . واقتحم المئات مسكنه المترامي الاطراف خارج العاصمة ودهشوا للترف الذي وجدوه هناك واسراب النعام الاسترالي والافريقي في حديقة الحيوان الخاصة به. وفي دونيتسك ربما يتوقع يانوكوفيتش ان يعتمد على حماية رينات اخميتوف اغني رجل في اوكرانيا والممول الرئيسي لحزب يانوكوفيتش. ولكن على الرغم من مشاركته يانوكوفيتش في تشجيع فريق كرة القدم المحلي شاختار دونيتسك فربما يجد اخميتوف ان من الافضل بالنسبة لمصالحه ان يوالي النظام الجديد. وقال فولودميدر فيسينكو وهو محلل سياسي في معهد بينا البحثي في كييف ان "افضل وسيلة لاخميتوف للتقرب من السلطات الجديدة تسليم يانوكوفيتش . وربما يقرر يانوكوفيتش ان الدم لا يمكن ان يصبح ماء ويسعى للجوء لابنه الاكبر اولكسندر . ويعد اولكسندر وهو طبيب اسنان جزءا مما يطلق عليه في اوكرانيا "العائلة" وهي زمرة من الاقارب والاصدقاء الذين اصبحوا اثرياء في ظل حكم يانوكوفتيش منذ 2010. وفي مقابلة فيما يبدو انها غرفة بفندق ابلغ يانوكوفتيش الذي بدت عليه الصدمة محطة (يو. بي.ار) التلفزيونية الاوكرانية انه لا ينوي الفرار من البلاد. وبدلا من ذك فانه يعتزم القيام بجولة في جنوب شرق البلاد وهي منطقة تضم منطقة القرم التي تتمتع بحكم ذاتي وتقطنها اغلبية منحدرة من اصل روسي حيث يوجد مقر اسطول البحر الاسود الروسي. واذا استقر يانوكوفيتش هناك وتعهد بالقتال فان ذلك سيثير شكوكا في وجود مؤامرة لتقسيم البلاد على اساس لغوي وثقافي. ولكن وكالة انترفاكس الروسية للانباء ذكرت ان رجلين مسلحين حاولا رشوة حرس الحدود للسماح ليانوكوفتيش بالخروج جوا من دونيتسك على متن طائرة خاصة ولكن ذلك قوبل بالرفض. ومن ثم فالى اين يتجه؟ وستعتبر روسيا خيارا واضحا. وقد فعل يانوكوفيتش ما طلبته موسكو من رفض اتفاق لتعزيز العلاقات مع الاتحاد الاوروبي في نوفمبر تشرين الثاني والذي كان الشرارة التي اشعلت ثورة اسقطته في نهاية الامر. ولكن روسيا لم تخف بشكل يذكر نفاد صبرها ازاء عجز يانوكوفيتش على اخماد الاحتجاجات ضده. ومع وجود تمويل يبلغ حجمه 15 مليار دولار على الطاولة قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الخميس ان موسكو لا تريد التعامل مع قيادة اوكرانية "يمسح الشعب فيها قدمه كممسحة للارجل." وربما يجد يانوكوفتيش استقبالا اكثر حرارة في روسيا البيضاء المجاورة حيث استقبل رئيسها المخضرم الكسندر لوكاشينكو زعيم قرغيزستان كرمان بك باقييف بعد عزله في 2010 .