قبل 6 أيام فقط عن غلق آجال إيداع ملفات الترشح للرئاسيات، لم يتقدم رسميا إلى هيئة مراد مدلسي بملفه سوى مترشح واحد، هو موسى تواتي، رغم أن المجلس الدستوري قرر فتح أبوابه لاستقبال الترشيحات حتى يومي العطلة الأسبوعية، وهو ما يؤشر أن الإعلان عن ترشح الرئيس لم يدفع إلى انسحاب مرشحين بل أيضا في إفقاد الشهية لدى آخرين. رغم إعلان وزارة الداخلية عن استقبال مصالحها لعشرات الراغبين في الترشح للرئاسيات لاستخراج استمارات اكتتاب التوقيعات، غير أن مصالح المجلس الدستوري لم تستقبل إلى غاية اليوم وقبل 4 مارس تاريخ غلق باب الترشيحات، سوى مرشح واحد، وهو أمر قد يجد تفسيره في صعوبة استيفاء المترشحين للشروط القانونية وفي مقدمتها التوقيعات المطلوبة (60 ألف توقيع للمواطنين أو 600 للمنتخبين)، خصوصا بالنسبة للمرشحين الذين لا يملكون سندا داعما لهم، غير أن ذلك التفسير ليس سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد، بحيث رمت عدة معطيات بثقلها في عدم وجود طوابير للمرشحين أمام مبنى المجلس الدستوري حتى قبل ساعات فقط من انتهاء الآجال القانونية لإيداع ملفات الترشح. وإذا كانت عدة أحزاب فاعلة في الساحة على غرار حركة مجتمع السلم وجبهة العدالة والتنمية والنهضة والأرسيدي، قد قررت مجتمعة مقاطعة الرئاسيات لافتقادها ”ضمانات النزاهة”، حسب تبريراتها، وهو ما يعني آليا تراجع عدد المرشحين، باعتبار أن هذه الأحزاب قادرة على تقديم مرشحين عنها للسباق الرئاسي، فإن مرشحين آخرين قرروا الانسحاب من السباق، بعد إعلان ترشحهم في وقت سابق، على غرار رئيس جيل جديد سفيان جيلالي الذي قرر سحب ترشحه للرئاسيات وعدم إكمال المغامرة، وذلك مثلما قال، بعدما تم الإعلان عن ترشح بوتفليقة للعهدة الرابعة، فيما يلتزم رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور الصمت، وهو الذي كان أول المعلنين عن الترشح للرئاسيات. والأنظار تتجه إلى مولود حمروش الذي أعطى الانطباع في خرجته الإعلامية الأسبوع الفارط، عن وجود رغبة في الترشح لكن ليس ضد مرشح النظام، لكن المعطيات الأخيرة تقول إنه سيمتنع عن دخول السباق، بعدما تم الإعلان عن ترشح بوتفليقة، وهو ما يرى فيه العديد من المرشحين بأنه مؤشر على أن ”اللعبة المغلقة ”، حتى وإن كان المرشح بن فليس متمسكا بمواصلة ”المعركة” حتى النهاية. ويوحي استقبال المجلس الدستوري لملف واحد للمترشحين للرئاسيات، قبل أيام تحصى بأصابع اليد الواحدة، أن حمى الترشيحات التي بدأت بقوة حتى قبل استدعاء الهيئة الناخبة، أخذت تفقد شهيتها ولم تتشكل طوابير أمام المجلس الدستوري لاستقبال ملفات المترشحين حتى بعدما فتح المجال لإيداعها يومي العطلة الجمعة والسبت، وهو ما يعد مقدمة حول ”البرودة” التي تطبع هذا الاستحقاق الرئاسي.