بعد ثلاث سنوات ما يزال العالم منقسما بين الحل السياسي والعسكري في سوريا، أيهما أقرب للتجسيد في رأيك؟ أعتقد أن المجتمع الدولي لا يملك أدنى رغبة في إنهاء النزاع، وهذا ما يفسر كثرة الكلام والتحليلات فيما نشاهد تفاقم المأساة الإنسانية التي يعيشها السوريون، هناك حسابات ومصالح تدفع بالقوى الكبرى إلى حساب كل خطوة، لدرجة أن الوضع أصبح أشبه بلعبة شطرنج تأخذ موسكو وواشنطن كل الوقت اللازم لحساب وإعادة حساب كل خطوة تقومان بها، ولا داعي للقول إن هذه الخطوات لا علاقة لها بمصلحة الشعب السوري بقدر ما تهدف إلى التفوق على الآخر. مع ذلك هناك مخاوف جدية لدى الغرب من تصاعد المتطرفين؟ لا بد من التذكير أن التطرف لم يظهر في السنة الأولى ولا في السنة الثانية، على العكس خلال السنة الأولى كانت انتفاضة السوريين سلمية والعمل على إطالة هذه الأزمة والامتناع عن اتخاذ المواقف اللازمة أدى إلى ظهور متطرفين، وهو أمر معروف في حالات الانفلات الأمني، صحيح أن الخوف حقيقي لكن الحل ليس بإطالة الأزمة وتوفير المزيد من ظروف انتشار ليس فقط التطرف وإنما العصابات الإجرامية وغيرها من المرتزقة، أقول ثانية إن الحل بين يدي القوى الكبرى وعليها أن تتوصل لاتفاق لإنهاء المعاناة الإنسانية للسوريين. مرة أخرى، كيف يكون ذلك سياسيا أم عسكريا؟ لو اتبعنا نسق النزاعات من هذا النوع عبر التاريخ والمؤشرات المتوفرة على الأرض اليوم في سوريا، يتبين لنا أن الحل يسير على الخطين معا: السياسي والعسكري، لا أتصور أن يتوقف النظام السوري عن القصف ما لم يجد ما يردعه، تماما كما أن هناك جماعات مسلحة معارضة غير خاضعة لأي سلطة تُجبرها على وضع السلاح، ما يعني أن دائرة الحرب مستمرة بالتوازي مع الحوار السياسي العلني والسري، إلى أن يتفق طرفا النزاع المشاركان في الحوار بمعية القوى الكبرى، على صيغة ما لمواجهة التطرف في سوريا، وهي آخر مرحلة، في اعتقادي، قبل الحديث عن عودة السلم إلى سوريا.