تتزايد مخاوف الدول الغربية من الوضع في سوريا خاصة ما تعلق منها بمساعي كبرى الدول لتسليح المعارضة في ظل انقسام الرأي العام العالمي بخصوص هذه الخطوة، فيما ترى بعض الأطراف أن الحل السياسي للأزمة دخل نفقا مظلما أمام اشتداد الحرب في المنطقة وتردد الدول الداعمة لطرفي النزاع في تقديم المزيد من التأييد على حساب الأزمة الإنسانية التي خلفها القتال بين النظام السوري والمعارضة على اختلاف انتماءاتها. اعترفت بريطانيا بخطورة الوضع في سوريا في ظل التطورات الميدانية لجبهات القتال والمواجهات بين القوات النظامية والجيش الحر، حيث وصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الوضع في المنطقة بأنه وصل إلى طريق مسدود، معترفا بوجود مشاكل جهات داخل المعارضة التي تزيد من حدة التطرف في صفوفها، وقال كاميرون في حديث أمس للقناة التلفزيونية الأولى بهيئة الإذاعة البريطانية ”بي بي سي” أن الوضع بالمنطقة لا يبرر سكوت المجتمع الدولي لما يحدث بالمنطقة وعدم الإسراع في اتخاذ قرار حاسم يدفع الجانبين المتناحرين في سوريا إلى وضع السلاح والاحتكام إلى الحوار، داعيا إلى ضرورة العمل مع كل الشركاء الدوليين لمساعدة ملايين السوريين الراغبين في دولة ديمقراطية، واتهم كاميرون النظام السوري بإثارة المتطرفين ليظهر للرأي العام العالمي بأن ما نتظر السوريين في حال سقوطه هو التطرف الهمجي، وجدد رئيس الوزراء البريطاني تأكيد حكومته عدم التدخل في سوريا من خلال تزويد المعارضة بالأسلحة، لكنها ستعمل مع الشركاء الدوليين لتقوية فصائل المعارضة الممثلة للشعب السوري، من خلال تزويدها بمعدات غير عسكرية وبالمساعدة التقنية والتدريب، وأشار من جهة أخرى إلى دعم بلاده لمؤتمر السلام معترفا بقوة النظام السوري في الوقت الراهن. يحدث ذلك في الوقت الذي بدأ فيه رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد عاصي الجربا أمس محادثاته في القاهرة مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ووزير الخارجية نبيل فهمي وعدد من المسؤولين المصريين، لبحث تطورات الأزمة السورية وكذا الإجراءات التي تم اتخاذها مؤخرا بحق دخول السوريين إلى مصر والمرتبطة بالتأشيرة والموافقة الأمنية المسبقة، وكان وزير الخارجية المصري الجديد نبيل فهمي أعلن أمس الأول أن بلاده ستعيد تقييم العلاقات مع سوريا التي تدهورت مع إغلاق السفارات في ظل حكم الرئيس المخلوع محمد مرسي وإعلان هذا الأخير الجهاد في سوريا.
