عاد الجدل ليندلع من جديد حول مسألة تجسيد الرسل والأنبياء بعد منع دول عربية، وهي قطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين، لعرض فيلم أمريكي يجسد شخصية النبي نوح عليه السلام، ويؤدي دوره الممثل الشهير روسيل كراو، وهو الرفض الذي جاء بعد موقف مماثل من مؤسسة الأزهر بمصر.وتوقعت شركة باراماونت لإنتاج وتوزيع الأفلام أن "تحذو دول عربية أخرى حذو البلدان الثلاثة، حيث من المتوقع أن يرفض المغرب والكويت والأردن عرض الفيلم في دور السينما، وذلك لذات الاعتبارات الدينية التي استند عليها رفض الدول العربية ومؤسسة الأزهر الشريف.وأصدرت مؤسسة الأزهر قبل أيام قليلة فتوى ترفض الفيلم السينمائي الجديد الذي يسرد مشاهد من حياة النبي نوح، باعتبار "حرمة أي أعمال تجسد أنبياء الله ورسله وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكونها تتنافى مع مقامات الأنبياء والرسل، وتمس الجانب العقدي وثوابت الشريعة الإسلامية، وتستفز مشاعر المؤمنين".وشددت فتوى الأزهر، بمعية هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية، على رفض عرض الشريط بالتأكيد على أن "عرض الفيلم الذي يتضمن تجسيدا لشخصية النبي نوح، أمر محرم شرعا، ويمثل انتهاكا صريحا لمبادئ الشريعة الإسلامية التي نص عليها الدستور".الموقف الرافض للفيلم لم يكن حوله إجماع داخل مصر بعد فتوى الأزهر، فقد اعترضت "جبهة الإبداع المصري"، التي تضم عشرات المثقفين والفنانين والمخرجين المصريين، على موقف الأزهر، واعتبرت أنه "محاولة تعد على دور جهاز الرقابة على المصنفات الفنية".وقال بيان الجبهة الحداثية المصرية إن "فكرة تحريم تصوير وتجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية ما زالت حتى الآن لا تتعدى اجتهاداً من الشيوخ والفقهاء، ولا يوجد نص قرآني واحد أو حديث شريف ينهى عن ذلك بوضوح".وكان العالم الإسلامي قد شهد قبل سنتين جدلا عارما بسبب عرض مسلسل عمر بن الخطاب، وهل يجوز تجسدي الصحابة في الأعمال الفنية، وهو الجدل الذي وصل حينها للمغرب بعد أن شدد علماء على أنه لا يجوز تصوير وتمثيل الصحابة، بداعي أنهم شخصيات لها قدسيتها، فيما ذهب آخرون إلى " أنه لا ضيْر من تجسيد الصحابة فنيا حتى يؤثر إيجابا على المشاهدين في شتى بلدان العالم".